بدأت الولايات المتحدة الأمريكية بالفعل بحصد نتائج نشرها للديمقراطية، وشعارات الحرية والدفاع عن حقوق الإنسان التي تتشدق بها في العالم. نعم بدأت تنتشر نتائجها في داخل الولايات المتحدة نفسها. فالأحداث التي جرت في ولاية دلاس الأمريكية واستخدام الأسلحة النارية بين أبناء الولاية والشرطة وتوسع انتشارها في ولايات أمريكية أخرى بالتدريج تدل على أن الولايات المتحدة قد تكون بدأت بالفعل في تذوق الكأس الذي لقمته لمنطقة الشرق الأوسط، تحت مسمى الربيع الذي لم يجلب إلا القتل والذبح والدمار لدول المنطقة وشعوبها، تحت عنوان عريض معجون بدماء الأبرياء ألا وهو الفوضى الخلاقة، وخاصة فيما يخص الملف السوري، الملف الأسخن في المنطقة وحتى العالم.
إذاً هنا تظهر أسئلة كثيرة جداً تبحث لنفسها عن أجوبة وفي مقدمتها حول الثمن الذي قد تدفعه الولايات المتحدة الأمريكية جراء نشرها الديمقراطية والحرية وسياساتها الخارجية الفاشلة بامتياز، تنتهك أصلاً على أراضيها ومن قبل تلك الجهات والمنظمات والسلطات الداخلية فيها التي ثقبت آذان شعوب العالم بالتبجح في الحديث عن الأخلاق والإنسانية وغيرها من الشعارات الواهية، التي تستخدمها الولايات المتحدة وحلفاؤها للاستثمار الاقتصادي والسياسي، معتمدة بذلك على بساطة وسذاجة أو بالأحرى طيبة شعوب منطقة الشرق الأوسط، وسعيها إلى التنعم بالكذب والنفاق الغربي من عهر مغلف بحرية زائفة تسابق عليها للأسف أجيال دفنت نفسها في تراب القارة العجوز.
وأهم سؤال يمكن أن يطرح نفسه في هذه المرحلة هو: إلى أي مدى قد تتطور الأوضاع في الولايات المتحدة بعد أن حمل الشعب السلاح؟ وآخر يقول كيف ستتعامل السلطات مع هذه التطورات الدامية؟ وهل سيعترف أوباما أكثر بالأخطاء التي ارتكبها عندما انتهك حرمات الدول والشعوب ونشر الإرهاب في العالم كله؟
وهل ستهب شعوب دول الغرب لوضع حد لحكوماتها التي صنعت إرهاباً دموياً استفحل وعاد إلى موطن مؤسسيه ليفتك بشعوبهم جراء الظلم والجور والقهر الذي تتعرض له هذه الشعوب؟
أسئلة واستفسارات كثيرة قد يكون من الصعب الإجابة عليها حالياً، لكن وبكل تأكيد الأيام القادمة ستكون شاهداً تاريخياً على أن لعنة الشعوب وخاصة لعنة سوريا، التي دمرتها الولايات المتحدة وحلفاؤها، لعنة الشعوب المقتولة ظلماً وقهراً بغير حق ستصيب الغرب بمقتل لا محالة عاجلاً أم آجلاً.
إعداد وتقديم نواف إبراهيم