تتجه الأوضاع في اليمن إلى وضع غامض في الفترة الأخيرة، في ظل حرب حقيقية للمواقف السياسية التي تدور حاليا بين الأطراف اليمنية من جهة، وبين الأطراف الإقليمية والدولية من جهة أخرى. يترافق ذلك مع غياب كامل وواضح لدور حقيقي للمجتمع الدولي، الذي فشل حتى اللحظة في التوصل إلى صيغة دولية تجبر جميع الأطراف على الالتزام بقرارات الشرعية الدولية، والامتثال إلى مخرجات الحوار الوطني التي اتفقت عليها سابقاً معظم الأطراف اليمنية، قبل أن تبدأ قوات التحالف العربي الحرب على اليمن بقيادة السعودية.
في ظل الظروف القاسية على الشعب اليمني، واستمرار الحرب عليه، تلوح في الأفق تعقيدات أكثر للحالة اليمنية من الواضح أنها لا تسير لصالح الحل السياسي، وإنما تقلص فرص نجاحه لصالح استمرار الحرب واشتدادها، في إطار غياب أي تقدم على مسار المحادثات اليمنية اليمنية في الكويت، ومن جانب آخر يقوم الرئيس منصور عبد ربه هادي بزيارة قصيرة إلى مأرب ويرافقه نائبه الفريق علي محسن الأحمر، ويوجه رسائل واضحة بأن الحرب مستمرة، لا بل ويهدد المجتمع الدولي بأنه لا عودة إلى طاولة الحوار، وأنه مستمر بالقتال حتى يصل صنعاء ويحررها من الانقلابيين، حسب ماجاء على لسانه.
ومن هنا نرى أن الوضع أو الحالة اليمنية تتلخص في التناقض الكبير والواضح بين الميدان والواقع السياسي، فلا توجد بالفعل أي بوادر للحل القريب في ظل التصعيد في المواقف السياسية، يقابله تصعيد أشد قسوة ودموية في ساحات القتال الدائرة على الأرض اليمنية.
لكن وفي ظل عودة المجتمع الدولي إلى رفع صوته في وجه الحرب الدائرة للسير باتجاه الحل السياسي، وفي ظل عودة منظمات المجتمع المدني، والمنظمات والمؤسسات الدولية والمعنية بحقوق الإنسان إلى تسليط الضوء على الخراب والدمار وقتل الأبرياء في اليمن، قد نرى تطوراً ما يحد، على أقل تقدير، من تسارع الأحداث نحو طريق مسدودة، كي لا يتعاظم الوضع فيما بعدها إلى وضع أكثر سوءا. لكن لصالح من ولحساب من كل هذا التخلي من قبل المجتمع الدولي عن الشعب اليمني الذي يذوق الويلات يومياً؟ وهو من أفقر شعوب المنطقة وأكثرها محبة للعيش والسلام.
إعداد وتقديم نواف إبراهيم
