تدل المستجدات الدولية الحالية على أن المجتمع الدولي بشكل عام يسعى وبكل طاقته الى حل الأزمة السورية بأسرع وقت وبأي شكل من الأشكال، ليس لأن البعض منهم وخاصة القوى الكبرى وعلى رأسها الولايات المتحدة، وإنما لأن البل وصل لدقونهم كما يقال في المثل العربي، ولكن لكل من هذه الأطراف أسبابه وطرقه للتعامل مع الأزمة السورية وفق مقتضيات مصلحته وليس مصلحة سورية والشعب السوري، وهنا لا يسير هذا التعبير على الجانب الروسي الذي حتى اللحظة يقوم بكل ما يقوم به في مكافحة الإرهاب وتحديداً في سورية وفق القوانين والشرائع الدولية.
ولكن الآن بات اللعب على المكشوف، والولايات المتحدة لم تغير من سلوكياتها وموقفها من الأزمة السورية، على الرغم من التصريحات والجولات المكوكية التي تقوم بها الولايات المتحدة مدعية البحث عن حلول لأزمات وملفات الشرق الأوسط الساخنة وخاصة الملف السوري، تحت شعار تحقيق الأمن والاستقرار العالميين وتحقيق القضاء على الإرهاب.
.هنا لم تأت زيارة كيري الى موسكو من فراغ، وكذالك الأمر لقاؤه مع الرئيس بوتين ما كان ليكن، لولا وصول الأمور الى درجة عالية من الخطورة على علاقة ومصالح البلدين
وحتى لا نغوص في كثير من التفاصيل، علينا أن نطرح أسئلة مهمة حول زيارة كيري التي اتضح أن عنوانها المساومة، وهذا ما فهمناه من تصريحات الكرملين وتأكيده على المواقف الروسية تجاه سورية، والموقف من الرئيس بشار الأسد، ومكافحة الإرهاب لم تتغير، وهذا ما يؤكد أن كيري تحدث مع الرئيس بوتين والقيادة الروسية من جديد بهذا الخصوص ولقي الرد الواضح والعلني من الكرملين
إعداد وتقديم نواف ابراهيم.