تدل التطورات الميدانية في سورية على أنه لا توجد أي بادرة لتخفيف وقع المعارك الطاحنة التي تدور بين الجيش العربي السوري وحلفائه من جهة ، وبين تنظيمي "داعش" و"جبهة النصرة" الإرهابيين ، والمجموعات الإرهابية الأخرى المتفرعة عنهما أو تابعة لهما ولغيرها من التنظيمات الإرهابية المحلية والدولية ، وخاصة على جبهة حلب ، التي يتضح بالفعل أن انتصارات الجيش العربي السوري وحلفائه على هذه الجبهة التي تعد الأسخن من بين كل الجبهات السورية ،قضت مضجع المجموعات الإرهابية التي انكسرت شر إنكسار بعد الأحداث التي جرت في تركيا ،ما أثر كثيراً على قوتها على الأرض بسبب إنشغال الطرف التركي بمشاكله الداخلية ، وهذا من جهة أخرى يعطي صورة واضحة عن السلوك الجنوني لقوات التحالف الدولي المزعوم الذي بدأت طائراته بقصف مناطق مختلفة من ريف منبج الشمالي ، راح ضحيته المئات من الأبرياء المدنيين من الأطفال والنساء والشيوخ ، وكانت فرنسا منذ فترة قد بدأت بهذه الغارات بعد حادثة نيس الإرهابية ، ومن ثم قامت الطائرات الأمريكية بعدد كبير من الغارات على نفس المنطقة ، ما استدعى منظمة العفو الدولية الى استصدار تقرير يتحدث عن هذه الأحداث وعن الحالة المأساوية التي وصل إليها أهالي هذه المناطق ، وبالعودة الى تقديرات الأوضاع على جبهة حلب وأسباب تسعيرها من قبل قوات التحالف قد يكون بالفعل ضربة إستباقية لمواجهة أو إعاقة المخططات العسكرية الإستراتيجية الروسية السورية التي تسربت عنها أخبار حول التحضير لعملية روسية سورية مشتركة نحو دير الزور والرقة لتحريرهما من المجموعات الإرهابية المسلحة بعد محاصرة أنصارهم في حلب والقضاء على قسم كبير منهم ، هذا من جانب ، ومن جانب آخر قد تكون هذه الغارات من أجل لفت نظر الدولة السورية وحلفائها عن الجبهة الجنوبية على الحدود مع الأردن وعلى جبهة الجولان السوري المحتل ، حيث يجري الحديث عن تحضيرات لإشعال هذه الجبهة ، التي باتت المنفذ الوحيد للمجموعات الإرهابية ومشغليها في الضغط على الدولة السورية في محاولة منها الحصول على أي إنتصار ميداني من شأنه أن يحقق أي فرصة للوصول الى مكاسب سياسية على أبواب متابعة محادثات جنيف ، التي يظهر أن المتحكم الأول في متابعتها أو إستمرارها صاحب اليد الطولى على أرض الميدان. وبطبيعة الحال هذه الإنتصارات الواسعة للجيش السوري وحلفائه لم ترق للولايات المتحدة وحلفائها فكان لابد من إشعال فتيل النار في جبهات مختلفة وبأشكال متعددة من شأنها أن تزيد حدة المواقف الدولية والإقليمية من طريقة التعامل مع المرحلة الحالية وما سيليها من تطورات بشأن الحل السياسي للقضية السورية.
التفاصيل في هذا الحوار الذي أجريناه مع الخبير العسكري الإستراتيجي اللواء ثابت محمد
إعداد وتقديم: نواف إبراهيم