وصلت حدة الخلافات بين روسيا والولايات المتحدة إلى حد كان أصلاً متوقعاً من قبل الولايات المتحدة، ألا وهو تعليق التعاون بين البلدين في سورية. وبطبيعة الحال لم تقف روسيا مكتوفة الأيدي أمام هذا القرار الذي يشكل نقطة تحول حقيقية تضع الملف السوري والتعامل معه على المستوى الدولي على مفترق طرق صعب جداً. حيث أن أول ما قامت به روسيا هي أن علقت الاستمرار بتنفيذ الاتفاق الخاص بالبلوتونيوم الذي يستخدم في صناعة الأسلحة النووية، معتبرة بذلك أنه رد على طريقة تعامل الولايات المتحدة مع روسيا بطريقة غير ودية وعلى أساس سياسة الابتزاز. وبالطبع لم ولن يقف الرد الروسي عند هذا الحد من التصعيد سواء على الصعيد السياسي الدبلوماسي أو غيره في باقي الأصعدة وخاصة العسكري الاستراتيجي مع القضية السورية.
أما التكهن بما قد تؤول إليه الأمور يبدو صعباً في هذه المرحلة، ولكن وفي نهاية المطاف على الرغم من جنون وهستيريا الولايات المتحدة ومحاولاتها لجر الأزمة إلى طريق مسدود نهايته لن تكون سعيدة لأي من الأطراف، في حال وصلت إلى نقطة اللارجعة. يبقى الأمل آخر من يموت كما يقول المثل الروسي الشهير، في أن يتم التوصل إلى تفاهم قد يبعد شبح الصدام المباشر إن كان في وارد أحد الطرفين وخاصة الولايات المتحدة.
وهنا تتبادر إلى الذهن محموعة كبيرة من الأسئلة أهمها: ما هي مخاطر هذا القرار الوحيد الجانب من الطرف الأمريكي؟
وما هي الانعكاسات المترتبة عليه في الذهاب بالملف السوري إلى التصعيد والتعقيد أكثر مما هو عليه؟
وهل يمكن للولايات المتحدة أن تقوم بتنفيذ ما يسمى بالخطة "ب" والتي كشفت عنها الدبلوماسية الروسية لجهة إسقاط الحكومة السورية بقوة السلاح؟
وهل تصدق تكهنات المحللين والخبراء حول وجود أدنى حد من إمكانية التصادم الروسي الأمريكي على الأرض السورية؟
وأخيراً وليس آخراً ما هي الاستراتيجية العسكرية الروسية القادمة في سورية بناءً على التطورات الراهنة؟
التفاصيل في حوارنا مع الخبير العسكري الاستراتيجي اللواء محمد عباس
إعداد وتقديم نواف إبراهيم