حلب أم المعارك أو معركة الفصل، كما يحب أن يسميها الخبراء والمحللون والمتابعون، لجراء ما يجري من حرب إرهابية على سورية مدعومة محلياً وإقليمياً ودولياً بقيادة الولايات المتحدة، التي لم توفر أي جهد من أجل منع السير نحو خروج "جبهة النصرة" وباقي المجاميع الإرهابية المسلحة الأخرى من أحياء مدينة حلب االشرقية، على الرغم من بادرة حسن النية التي قدمتها القيادتين الروسية والسورية، من أجل تطبيق عملي وفعلي لإخراج الملسحين بشكل آمن من هذ الأحياء وإنقاذ حياة مايقارب 250 ألف مدني محاصرين في هذ المناطق، تستخدمهم المجاميع الإرهابية كدروع بشرية، فلاهم قادورن على الخروج، ولاهم قادرون على الحصول على أي مساعدات إنسانية تسد رمقهم ريثما يستيقظ المجتمع الدولي من ثباته ويتخذ إجراء ما أو خطوة فعلية لحقن الدماء وحماية المدنيين من بطش الإرهاب و سبر وقائع المواجهات الدائرة حتى بين المجاميع الإرهابية نفسها، ولكن وبالرغم من كل هول الأنباء والتقاير الواردة حول الحالة الإنسانية لسكان هذه المناطق، يلحظ أن هناك هدوء كبير في التعامل مع هذ التطورات من قبل القيادتين السورية والروسية وحلفائهما نظراً لوجود خطة مشتركة حسب ماجاء على لسان ضيفنا، عضو مجلس الشعب السوري آلان بكر، هدفها الأساس إخراج المسلحين وحقن دماء المدنيين، وكان قد تحدث الرئيس بشار الأسد منذ فترة وجيزة لإحدى وسائل الإعلام الغربية أن القيادة السورية لن تقف مكتوفة الأيدي أمام مايجري في حلب، وسوف تضرب مجاميع الإرهاب وتعمل كل ماهو مطلوب لإنقاذ حياة المدنيين، ومع أن الجيش السوري والقوات الجوية الروسية بدأوا بالفعل بتفيذ الهدنة المتفق عليها، كالعادة لم تسلم الأحياء السكنية في حلب من رشقات وقصف المجموعات الإرهابية على الرغم من أن الوضع يقيم بالهادىء نسبياً.
وبالمقابل نرى أن الأهالي لم يقفوا أيضاً على طرف، فقد قامت مظاهرات في منطقة الصالحين والفردوس تطالب المسلحين بالسماح للمدنيين بالخروج عبر المعابر التي حددها الجيش السوري ما يعني أنه في ظل التخلي الإقليمي والدولي عن هؤلاء المسلحين يتضح الكذب والافتراء حول وجود بيئة حاضنة لهم وهم يحمونها من القصف السوري والروسي حسب ما يزعمون.
وهنا تتبادر إلى الذهن الكثير من التساؤلات حول حال المدنيين في حقيقة الأمر؟
وحول الطرق والسبل التي ستتخذها القيادة السورية والحلفاء لحقن الدماء وإخراج المسلحين؟
وحول الحالة الإنسانية التي يعيشها سكان هذه المناطق ولما هذا الصمت المطبق من المجتمع الدولي؟
وهل سيتستفاد مسلحو "حركة أحرار الشام" من الهدنة للخروج الآمن حسب الوارد؟
وغيرها الكثير من التساؤلات التي تبحث لنفسها عن أجوبة
التفاصيل مع عضو مجلس الشعب السوري عن مدينة حلب آلان بكر
إعداد وتقديم: نواف إبراهيم
