مازالت الولايات المتحدة تمارس جميع أنواع الضغط والمراوغة وحتى المناورة غير الأخلاقية فيما يخص التعامل مع القضية السورية، والحرب الإرهابية القائمة عليها، بدعم أمريكي بات مفضوحاً أمام الرأي العام العالمي، فباتت في مأزق حقيقي، في الوقت التي تقوم فيه بكافة السبل المتاحة وغير المتاحة لتقوية وضع مجموعاتها الإرهابية المسلحة في الميدان، من خلال تزويدهم بالأسلحة المتطورة وبالعتاد، وحتى من خلال منع تنفيذ الهدن التي يتم الاتفاق عليها بحيث يلتزم بها فقط الطرفين الروسي والسوري حتى آخر لحظة، بالرغم من الخروقات ومحاولات إعادة الانتشار للمجموعات الإرهابية المسلحة، هذا من جانب، ومن جانب آخر استمرت الولايات المتحدة بالحملة الإعلامية المضللة حول مايقوم به الجيش السوري ومن معه من حلفاء لمواجهة الإرهاب وخاصة الحليف الروسي لإتهامهم بقتل المدنيين، وخرق الاتفاقات والهدن وغيرها من هذه الأكاذيب التي لم تعد تنطلي على أحد في العالم، لكن التطور الذي حصل هو أن الولايات المتحدة وهي على أبواب الانتخابات الرئاسية باتت عاجزة أن تحقق أي هدف في الوقت الضائع، ماجعل عدد من مسؤوليها يتحدث عن روسيا وقوة روسيا وقوة الرئيس بوتين، والتخوف من حدوث تصادم أمريكي روسي إذا ما وصلت هيلاري كلينتون إلى سدة الرئاسة، في محاولة بائسة للاستهلاك الإعلامي ومحاولة إيجاد خط الرجعة بالسير خطوة إلى أمام وخطوتين إلى الوراء، هذا ما يمكن قراءته فيما تحدث به مدير الاستخبارات الوطنية الأمريكية، جيمس كلابر، في جلسة لمجلس العلاقات الخارجية بنيويورك حول أعمال روسيا في مجال السياسة الخارجية. وقال كلابر، في إشارة إلى ما يراه هدفاً يسعى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى تحقيقه في الساحة الدولية، إن "بوتين يرى روسيا دولة عظمى، ومن الهام بمكان بالنسبة له أن تحظى بلاده بالاحترام ويُنظر إليها بأنها دولة رئيسية في العالم. فيجيب لافروف: لا بد من الرد على الأمريكيين، وبالمقابل يؤكد كلابر أن روسيا تعتبر إحدى الدول الرئيسية في العالم. ويصف العلاقة بين واشنطن وموسكو بأنها "رديئة جدا"، مشيرا إلى أن خلافات واشنطن وموسكو "كثيرة جدا خاصة حول سوريا وأوكرانيا"، حالة من التناقض تعودنا عليها من أمريكا البرغماتية.
زد على ذلك اتهام منظمة العفو الدولية للولايات المتحدة ومن معها بالقول: أن التحالف الدولي لم يتخذ الاحتياطات الكافية لتجنب سقوط ضحايا مدنيين في سوريا ويخفف من آثار عملياته على المدنيين، يعني أن الولايات المتحدة باتت بالفعل في وضع حرج وتحتاج إلى من يقف إلى جانبها لإخراجها من هذ الورطة، ولن يكون هناك خيار أفضل وأقوى من الروسي الصديق اللدود أن صح التعبير.
فماهي ملامح المرحلة القادمة بخصوص العلاقة الروسية الأمريكية؟
وماهي التكهنات الممكنة في سبيل التوافق على حل القضية السورية؟
وهل بالفعل هناك أمل من أن تقدم الولايات المتحدة خيارات تحترم قرارات وسيادة الآخرين أم أنها ستستمر في حرب الاستنزاف الميدانية وحتى السياسية؟
التفاصيل في حوارنا مع ضيف حلقة اليوم الكاتب والمحلل السياسي أحمد صوان
إعداد وتقديم: نواف إبراهيم