تبقى محافظة حلب السورية وجهة العالم كله هذ الأيام في ظل تعاظم واشتداد الأعمال القتالية الدائرة بين القوات السورية وحلفائها من جهة، وبين المجموعات الإرهابية من جهة أخرى، وحدثت خلال الأيام الأخيرة تطورات دراماتيكية كثيرة أودت بحيات العشرات من الأبرياء الذين أبوا ترك منازلهم والتخلي عن ممتلكاتهم لتصبح لقمة سائغة للمجموعات الإرهابية، التي لم تتوقف عن قصف الأحياء السكنية في حلب بشكل عشوائي وخارج عن حدود أي عرف أو قانون وأخلاق تحكم الميدان أو حتى السلوك الإنساني مهما كان وحشياً، فما ذنب المدنيين مادام توجد معركة بين "المعارضة المسلحة" وبين الجيش السوري؟
جرت في اليومين الآخريرين عمليات قصف وقتل قاسية ضد المدنيين في حلب، ولم تتوقف التطورات الميدانية عند هذا الحد، لابل قامت المجموعات الإرهابية باستخدام غاز الكلور المحرم دولياً ضد قوات الجيش العربي السوري بالقرب من أكاديمية الأسد العسكرية التي تدور حولها حرب طاحنة لم تستطع المجموعات الإرهابية على الاقتراب سوى من بعض أطرافها ومن ثم ولو الأدبار الى مناطق مجاورة ليعاودوا الكرة لكن لم يفلحوا، وأمام هذه الهستيريا من قبل المسلحين لم يكن أمام المبعوث الدولي الخاص الى سورية ستيفن ديمستورا سوى أن يصرح معلناً صدمته من الهجمات العشوائية في حلب التي تزهق أرواح المدنيين الأبرياء، ويؤكد أن هذه الأعمال الإرهابية ترتقي الى مستوى جرائم الحرب، ولكنه تناسى الحديث عن استخدام الغازات المحرمة من قبلهم، وقد يكون هذا السبب الرئيس الذي جعله يتحدث كي يغطي على ما اقترفه الإرهابيون بحق عناصر الجيش السوري، لأن المدنيين في حلب وسورية بشكل عام لم يفقدوا حياتهم فقط هذه الأيام بل منذ بداية الأزمة تزهق أرواح الأبرياء من أبناء الشعب السوري ودي مستورا ومن قبله ومن معه لايرون حتى بعين واحدة مايجري، لايرون لأنهم يعلمون تماماً أن كل مايجري يجري بتوجيه وتمويل من دول تنتسب إلى المنظمة الدولية التي يمثلها لتحقيق السلام في سورية كما يدعون.
لماذا كل هذا الضغط والقتل والاستماتة على تحقيق أي تقدم للمجموعات الإرهابية المسلحة في حلب؟
وماهو الذي يجري بالفعل، وما المنتظر أو المحتمل بعد كل هذه الحرب؟
التفاصيل في حوارنا مع الخبير العسكري الاستراتيجي والمحلل السياسي اللواء محمد عباس
إعداد وتقديم: نواف إبراهيم
