تطورات المشهد السوري المتسارعة بشكل كبير توحي بتغيرات وانقلابات أكثر دراماتيكية قد تحدث لاحقاً لولا الوعي السياسي والعسكري الاستراتيجي لروسيا وسورية ومن معهما من الحلفاء أمام مايجري من متغيرات على الساحة الميدانية الداخيلة في سورية.
تقابلها أيضاً لعبة أمريكية لم يفهم كنهها حتى اللحظة، والتي جاءت بدونالد ترامب إلى سدة الحكم، حيث أنه حتى اللحظة رغم كل ما تقدمه روسيا وسوريا من إمكانات وإتاحة فرص أمام الأمريكي بقبول الهدن وعدم التعامل برد الفعل على ما يجري من تواصل الدعم والحماية للمجموعات الإرهابية المسلحة، في ظل تصريحات شبه إيجابية على لسان الرئيس المنتخب حول التعاون مع روسيا وسورية لمكافحة الإرهاب، علماً أن السلوك الأمريكي على أرض الواقع لم يتغير.
بالمقابل أتت رسائل جوابية على التصريحات الأمريكية من القيادتين الروسية والسورية لكنها مشوبة بالحذر من الخداع الأمريكي الذي تعود عليه العالم منذ فترة طويلة ن فالولايات المتحدة تبحث فقط عن مصالحها ولأجل تحقيقها تفعل مالا تقول وتقول ما لا تفعل والعكس بالعكس صحيح.
ومن هنا تتبادر مجموعة كبيرة من التساؤلات حول مسار الأوضاع في سورية والسيناريوهات المحتملة وأهمها:
إلى أي حد ستبقى القيادتين الروسية والسورية تعطي المجال للأمريكي للانسحاب بما يحفظ ماء وجهه؟
إلى أي مدى يمكن أن يتحمل الوضع هذا التريث في ظل وجود رؤس إقليمية ودولية وإرهابية ساخنة تابعة، تفعل كل ما بوسعها لإعاقة أي حل في سورية؟
مالذي يمكن أن يفهم من إعاد الانتشار والتموضع للمجموعات الإرهابية خاصة في حلب وريفي إدلب وحمص؟
مالذي يسعى إليه أو يريد بالفعل تحقيقه التركي الذي اخترق السيادة السورية في ظل هذه المعمعة الصعبة والمتشابكة؟
باختصار مالذي يجري بالفعل؟