تجاوزت تركيا كل الخطوط الحمراء التي حددتها الدولة السورية أمام الإعتداءات التركية التي تمثل خرقاً فاضحاً للسيادة السورية، ومخالفة لجميع القوانين والأعراف الدولية التي تحكم علاقات حسن الجوار ومع البلدان الأخرى. ورغم كل الاستفزازات التركية التي تدعم ما يسمى بالجيش السوري الحر، والأمريكية التي تدعم ما يسمى بقوات سوريا الديمقراطية، استمرت سوريا باتباع سلوك ضبط النفس. ولكن ما إن تجاوزت تركيا هذ الخطوط حتى كان الرد السوري واضحا وعملياً في أرض الميدان، كترجمة للتحذيرات التي جاءت على لسان القيادة السورية وعلى رأسها الرئيس بشار الأسد، والتي حذرت سابقاً من مغبة تخطي تركيا الحدود المسموح بها في التجاوزات العدائية على الدولة السورية، وأخذ الجيش السوري وحلفائه زمام المبادرة، وقام بتوسيع عملياته العسكرية في كل جبهات المنطقة الشمالية، محققفاً انتصارات واسعة نتج عنها هروب فلول المجموعات الإرهابية المدعومة تركياً وأمريكياً في كل الاتجاهات. وحسب خبراء عسكريين، ما إن قصف الجيش السوري مواقع هذه القوات وخاصة الرتل العسكري التركي ومعه بعض من قوات ما يسمى بالجيش السوري الحر، حتى زادت تركيا في غيها وتهديداتها، إلى أن وصلت إلى التوجه نحو إقامة قاعدة عسكرية في الشمال السوري. وجاء هذا الكلام على لسان ممثل "قوات سوريا الديمقراطية" زكريا عبدالمجيد، في تصريح لوكالة "سبوتنيك"، حيث قال إن تركيا تخطط لإنشاء قاعدة عسكرية في الأراضي السورية.
لكن هناك تساؤلات تطرح نفسها جراء هذه التطورات وأهمها:
هل بالفعل تركيا قادرة على تنفيذ هذه التهديدات غير آبهة بالرد السوري؟
وهل تركيا نسيت التواجد الروسي في مطار كويريس وتتوقع أن روسيا ستقف مكتوفة الأيدي؟
إن ذهبت تركيا في تنفيذ هذا الأمر وهي في وضع داخلي أسوأ من السيء حالياً، ماهي المخاطر التي تهدد الداخل التركي؟
وما هو السر وراء تعاطي القيادة السورية بكل هذا الهدوء والصمت مع هذه التطورات؟
التفاصيل في هذا الحوار مع الخبير العسكري الاستراتيجي العميد علي مقصود
إعداد وتقديم: نواف إبراهيم