عادت إسرائيل اليوم إلى ممارسة أعمالها العدائية على سورية، فقد قام حسب الوارد، سرب من الطائرات الحربية الإسرائيلية بقصف مواقع للجيش السوري في منطقة الصبورة، وأنباء أخرى تحدثت عن صواريخ أتت من المجال الجوي اللبناني، وليست هذه المرة الأولى التي تقصف فيها إسرائيل هذه المنطقة بالذات من بين مجمل الاعتداءات التي قامت بها ضد سورية، وبطبيعة الحال وبحكم الظروف التي تلف الأحداث الجارية في المنطقة وتحديداً سورية تناقلت وسائل الإعلام هذا الخبر كل على طريقته، وحسب مايراه من وجهة نظره، دون وجود أي دلائل على التخمينات الإعلامية التي انتشرت كالنار في الهشيم، ما بين توجيه صواريخ سكود نحو إسرائيل، وما بين قصف موكب قد يكون للرئيس السوري، وما بين قصف الفرقة الرابعة التي تنتشر وحداتها في هذه المنطقة، وصولاً إلى جملة من الاتصالات ما بين الرئيس الأسد وعدد من الرؤساء وعلى رأسهم الرئيس بوتين الذي طلب من الرئيس الأسد التروي والهدوء حسب قولهم وأقوالهم.
وبغض النظر عن كل ماجرى ذكره آنفاً ، يعتبر هذه التطور بكافة أشكاله خطيراً جداً، وقد يشعل الحرب بين الطرفين، ولو أن سورية مارست دائماً سياسة ضبط النفس ولم تتعامل بردات الفعل، لأنها توجه كافة قواها ونظرها إلى العدو الداخلي والممثل بالمجموعات الإرهابية المسلحة، التي تلقى دعماً بشكل مباشر أو غير مباشر من عدد من الدول الإقليمية ومن بينها إسرائيل وخاصة على الجبهة الجنوبية، وهذا الأمر لم يعد خافياً على أحد منذ فترة طويلة.
وهنا لابد من الإجابة على بعض التساؤلات وأهمها:
أولاً: ماهي الأهداف الحقيقية التي تقف وراء هذه الغارة؟
ثانياً: لماذا تختار إسرائيل هذه المنطقة بالذات في الغارات الأخيرة وما هي إذاً أهميتها الاستراتيجية؟
ثالثاً: مهما كبرت أو صغرت الخسائر لدى الجانب السوري جراء هذه الغارة، ماهو الرد المنتظر في ظل هذه الظروف الأشد حرجاً في سورية؟
على هذه التساؤلات وغيرها نحاول الإجابة من خلال الحوار الذي أجريناه مع الخبير العسكري الاستراتيجي اللواء محمد عباس
إعداد وتقديم: إبراهيم نواف