أدت الانتصارات التي حققها الجيش السوري وحلفاؤه في حلب إلى قلب جميع المعادلات والموازين الإقليمية، ووضعت الجميع أمام خيارات صعبة، وخطوط حمراء جديدة. لم تتوان روسيا عن التلويح بها أمام كل المحاولات الإقليمية والدولية لتقويض هذا الانتصار على الساحتين الميدانية والسياسية. واستطاعت سوريا وحلفاؤهاا وخاصة بعد البدء الفعلي في إخراج جميع الإرهابيين المسلحين مما تبقى من المناطق الشرقية لمحافظة حلب. وعلى أثر ذلك وقعت مجموعة من الأحداث بدأت في مجلس الأمن دون أي نتيجة بخصوص إرسال مراقبين دوليين إلى حلب، وصولاً إلى محاولات استصدار قرار أممي لتحديد مجرمي الحرب في سوريا ومحاكمتهم مروراً باغتيال السفير الروسي لدى تركيا، وكل هذه المحاولات باءت بالفشل الذريع. ولم يستطع أحد جر سوريا وحلفائها إلى الفخ المراد إيقاعهم فيه.
وعلى الطرف الآخر تسعى روسيا إلى تحويل هذه الأحداث لصالح الحل السياسي في سوريا، على الرغم من الوقاحة التي تتعامل بها الأطراف التي تعتبر تفسها معنية بالدفاع عن الشعب السوري، ولم تكن الرسائل التي وجهها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ووزير دفاعه سيرغي شويغو، خلال اجتماع وزارة الدفاع الروسية والذي تم نقله مباشرة على غير العادة، إلا خطة خارطة طريق جديدة لتوزيع جديد للخطوط الحمراء التي تم تجاوزها للضغط على روسيا وحلفائها وتقديم التنازلات أمام الولايات المتحدة وحلفائها.
وتبقى هنا الكثير من التساؤلات بدون إجابة واضحة ومن هذه التساؤلات:
هل نفذ الصبر الروسي بالفعل من كل هذه الاستفزازات والتهديدات الإقليمية والدولية بالرغم من الهدوء البالغ الذي تتعامل به روسيا مع هذه التطورات؟
ما هي الرسائل التي وجهتها روسيا خلال اجتماع وزراة الدفاع وإلى من بالتهديد وما هي مضامينها؟
وعلى الجبهة السورية، ماذا بعد حلب وما طبيعة التوجه إلى إدلب في ظل هذه المتغيرات؟
هل حقق الحسم العسكري وخاصة في حلب الأهداف المرجوة في إجبار كل الأطراف على التوجه إلى الحل السياسي عبر بوابة أستانا؟
التفاصيل في حوارنا مع الخبير العسكري الاستراتيجي اللواء محمد عباس
إعداد وتقديم: نواف إبراهيم
