انطلق اجتماع فريق الخبراء بشأن التسوية السورية في أستانا برئاسة نائب رئيس أركان القوات الروسية ستانيسلاف حاجي محميدوف، ومن المخطط أن يناقش الاجتماع الذي يجمع الأطراف الضامنة لعملية وقف الأعمال العدائية ومسألة الرقابة على نظام الهدنة المعمول به وفق اتفاق 29 كانون الأول الماضي.
التساؤلات هنا كثيرة جداً بالرغم من الوضوح في كثير من المواقف الإقليمية والدولية المستجدة لجهة التعامل مع الملف السوري الذي خرج فعلياً الى مستوى الصراع الإقليمي الدولي وفق المنظور التحليلي للعديد من الخبراء والمتابعين ومن بينهم ضيف حلقة اليوم الكاتب والمحلل السياسي وأستاذ العلاقات الدولية والدبلوماسي السوري السابق، الدكتور بسام أبو عبد الله
يقول الدكتور أبو عبد الله إن لقاء أستانا الحالي حسب إعتقادي هدفه ذات جانب عسكري يرتبط بتثبيت وقف الأعمال القتالية، وإيجاد آلية لضبط ومراقبة تنفيذها، والتي تحتاج الى اتفاق على آلية واضحة بين الأطراف الضامنة، روسيا وتركيا وإيران.
كما نوه الدكتور عبد الله الى التطورات الأخيرة بدء من لقاء موفد الرئيس الروسي لافرينتييف مع مستشار الأمن القومي الإيراني علي شمخاني، إضافة الى التطورات الحاصلة لجهة مشاركة الأردن ولأول مرة حيث قال الدكتور أبو عبد الله : يهذه المشاركة تدل على أن الأردن بدأ يشعر بمخاطر التورط الذي قامت به الدول التي تدعم المجموعات التكفيرية ، ولان محاربة تنظيم داعش سوف تؤدي الى إنتشار عناصره نحو الأراضي الأردنية ، ومن هنا يمكن أن تأتي مشاركة الأردن في إطار تفعيل الجبهة الجنوبية وتوسيع الأعمال العسكرية ضد التنظيم فيها عندما ينضم الأردن الى جبهة محاربة التنظيم ، علماً ان الجزء المتعلق بضمانات أستانة يشمل الحدود الشمالية السورية مع تركيا فقط ، وهذا بحد ذاته تحول جديد بعد إجتماعات أمنية وعسكرية سورية أردنية تلاها غارات أردنية على مواقع لتنظيم داعش الإرهابي في الأأراضي السورية.
كما قال الدكتور أبو عبد الله لايعني هنا اننا انتحدث عن التفاؤل وانما نحلل مجريات الواقع مشيراً الى ماجاء على لسان الوزير لافروف بخصوص أهمية لقاء أستانة ، تكمن في القدرة على فصل مايسمى بالمعارضة المعتدلة عن المجموعات الإرهابية.
لكن إعادة خلط الأوراق في إدلب أظهرت أن المجموعات التي حضرت أستانة إما إندمجت في هذا التنظيم أو ذاك وأظهرت انها غير قادرة على مواجهة جبهة النصرة على الأرض.
ويتابع الدكتور أبو عبد الله قائلاً: إن الإجتماع الأخير الذي أجراه وكيل وزارة الخارجية التركية تحضيراً لإجتماعي أستانة وجنيف برزت فيه إشارتان هامتان ، الأولى هي حديثه عن أنه على هذه الأطراف أن تتحدث فقط عن قرار مجلس الأمن الدولي 2254 ، وأن لا تشير الى بيان جنيف واحد 2012 ، وثانياً الإبتعاد عن التنظيمات الإرهابية ، وثالثاً الحديث عن حل سياسي ، بمعنى أن موضوع الرئيس وإسقاط الرئيس وهذه العبارات باتت خارج التداول.
وهنا يستطرد الدكتور أبو عبد الله تركيا تحاول أن تحقق أفضل الظروف والأهداف السياسية لها لأن الظروف لم تعد مؤاتية لها ومشروعها سقط، وبالتالي وجدت أنه لابد من العمل مع روسيا وإيران بدل من أن تخرج خارج الطاولة ، لذا نحن أمام مشهد لمارضات منتشرة ، وتضارب المصالح الإقليمية والدولية أكثر مما هو مشهد معارضة لديها برنامج ، نحن في الحقيقة أمام صراع إقليمي دولي .
وختم الدكتور أبو عبد الله قائلاً حول طروحات المعارضات السورية والأطراف الداعمة لها بخصوص شكل الدولة ونظام الحكم فيها والدستور قائلاً: ليطرحوا مايشاؤا، كم يمثلون من الشعب السوري؟ وثانياً لا يوجد مؤشر شعبي ما لنمط الدولة التي يريدون، ثالثاً أغلب القرارات الدولية تحدثت عن دولة ديمقراطية تعددية، ونقطة رابعة من قال أن سورية وغالبية السوريين يريدون هذا النمط المتطرف أو الديني الذي يطرحه هؤلاء الذين يمثلون إتجاه وهابي أو تركي إخواني؟ وهذا الأمر لم يعد منتجاً على مستوى المنطقة وحتى على مستوى الإدارة الأمريكية، لذا ليست الظروف مؤاتية لمثل هذا المد، بالعكس لا الظروف الميدانية ولا ممارساتهم على الأرض تساعدهم أو تظهر أنهم ينتمون الى الإسلام أو الدين الإسلامي، وثبت لدينا عبر ست سنوات بأنهم مستعدون لفعل أي شيء من أجل تحقيق أجندات إيديولوجية يرفضها الشعب السوري بغالبيته .
إعداد وتقديم: نواف إبراهيم
