يبقى الملف السوري بكافة جوانبه الملف الأسخن على الساحة الدولية، والأكثر تعقيداً وصعوبة خلال عقود طويلة خلت، فالحرب الدائرة في سورية وعلى سورية ليست حرب عادية.أو تقليدية، بل هي حرب عالمية حقيقية كما يتحدث عنها الخبراء والمحللون والإعلاميون وحتى الناس العاديون الذين عاصروا أزمات وحروبا كثيرة خلال حياتهم
المشهد السوري لا يوجد فيه أي جانب من الجوانب الآمنة بفعل الحرب والإرهاب والحصار، على سبيل المثال لا الحصر، الجانب الحياتي الاجتماعي اليومي، والمعيشي ، والاقتصادي والثقافي، وبطبيعة الحال السياسي والأمني والعسكري، وهذا ما جعل كل الإقليم على صفيح ساخن ينتظر اشتعال حرب إقليمية في أي لحظة حتى وقت قريب، وبالتأكيد لم يكن اللاعبون الدوليون بمنأى عن هذه الحرب التي تخدم مصالحهم كل حسب أجندته.
انطلاقاً من استشعار الخطر المحدق والمحاولات المتكررة في صورة مختلفة كل يوم، يظهر في الآونة الأخيرة إلى الصدارة في خضم الحدث ملف المناطق الآمنة وملف النازحين السوريين في الدول المجاورة وغيرها من دول العالم، ولعلهما الحاملان الأخيران اللذان أرادت بعض الدول أن تحقق من خلالهما ما لم تستطع تحقيقه في المحاولات السابقة بالحرب بكافة جوانبها وأشكالها. وفي هذا الإطار لا يمكن هنا أن تغيب عن المتابع تصريحات حلفاء سورية إذا أردنا بدءا من حزب الله مرورا بإيران وصولاً إلى روسيا، حيث كان الوزير لافروف قد أصر مؤخراً بأنه يتوجب على الإدارة الأمريكية الاعتراف بدور حزب الله في مكافحة الإرهاب في سورية ودعا الإدارة الإمريكية إلى مجانبة الحساسية التي تتعامل بها مع الاتفاق على الملف النووي الإيراني ودور إيران الذي لا يمكن تجاهله في ملفات المنطقة، ونحن نعلم تماماً الموقف المتكامل السوري الإيراني ومهمات حزب الله في مجريات الأحداث الحالية.
نتناول اليوم المحاور التي جاءت ضمن حديث السيد حسن نصر الله خلال حفل تأبيني في لبنان مؤخرا، وتحديداً فيما يخص مطالبة حكومة لبنان بإعادة النازحين وضرورة التنسيق مع سوريا بدعوى وجود مناطق آمنة.
نبدأ الحوار مع الخبير العسكري الاستراتيجي اللواء محمد عباس
ومن ثم نتابع الشق الإنساني بخصوص النازحين السوريين مع مدير مركز مكافحة الفكر الإرهابي والناشط في المجال الإغاثي والإنساني، وائل الملص
إعداد وتقديم: نواف إبراهيم
