نتابع وإياكم اليوم آخر تطورات ومستجدات الأحداث في منطقة الشرق الأوسط ، وتحديداً في مركز ثقل الحرب على الإرهاب في سورية والعراق ، وكذلك الأمر التطورات السياسية الحاصلة جراء منعكسات التوافق والخلاف السياسي والميداني بين القوى الإقليمية والدولية على هامش لقاء رؤساء هيئات الأركان الروسي والأمريكي والتركي في أنطاليا بتركيا.
فماهي خفايا هذ اللقاء بعيداً عن التصريحات المعلنة حوله ، وهل يشير الى خطورة الوضع والتأزم الى درجة اللاعودة إلى ماقبل الخطوط الحمراء في ظل التصعيد الراهن ؟
هل هو محاولة لإنقاذ المنطقة من حرب طاحنة بعد توغل القوات الأمريكية والتركية بشكل سافر ومخالف للقانون للأراضي السورية ومنع تركيا بالتحديد من الوقوع في المحظور ؟
ماهو مدى علاقة تحرير الموصل في هذه التطورات والإنعكاسات المترتبة عليها ، والى أين سيكون إتجاه 15 ألف داعشي ، وكيف ستستخدمهم الولايات المتحدة ، وأين وجهتهم هذه المرة ؟
من يراقب من ومن يخادع من ؟
ومن هو الطرف الذي يلعب على كل الحبال ويمكر على اللاعبين الإقليميين في ظل التطورات الراهنة ؟
ماهو المطلوب تحديداً من الروسي لحلحلة التوتر القائم الذي يشوبه تصعيد غير معهود في الشمال السوري من قبل جميع الأطراف مع غياب تصور واضح لما يمكن أن تؤول إليه الأوضاع ؟
الخبير العسكري الإستراتيجي الدكتور حسن حسن يقول:
وأهم ما أفضى إليه الدكتور حسن هو: أن المخرج الرئيس ، والجوهري الذي يمكن البناء عليه ، هو يكمن في صلابة الموقف الروسي ، فإذا رأت واشنطن ومن معها في الحلف الأطلسي أي تراخي في الموقف الروسي قد يصعدون أكثر ، ومن هنا بقدر ماتكون روسيا حاضرة ، وبقدر ماتدعم روسيا الإنجازات الميدانية المنسجمة مع القانون الدولي للجيش العربي السوري والحلفاء ، بقدر ما يرفرون دماء في المنطقة ، وبقدر ما يمنعون وقوع مواجهة مباشرة بين روسيا ومن معها من جهة ، وبين الأطلسي من جهة أخرى ، يعني الآن روسيا هي بيضة القبان ، و بقدر مايكون فعلا الدفاع عن ميثاق المنظمة الدولية والقانون الدولي بقدر ما يتم تحييد إمكانية التدخل في الشؤون الداخلية للدول المستقلة ذات السيادة والعكس صحيح.
بدوره عضو مجلس الشعب التركي سرقان طوبل عن "حزب الشعب الجمهوري " قال:
أود التأكيد على أننا نريد أن نعيش في سلام وأخوة مع جيراننا، نحن نؤيد وحدة أراضي جيراننا دائماً. في الحقيقة سياسة حكومتنا غير واضحة في الوقت الحالي ، أنا نائب من حزب الشعب الجمهوري المعارض ، أنا من محافظة هاتاي الأقرب إلى سورية، و هي أيضا قريبة جدا من الشعب السوري ، أنا شخصياً أقدر الشعب السوري وأحبه ، و الألم الذي تعيشه سورية يؤثر على مشاعري بعمق شديد ،أما بخصوص السياسة التركية ، نحن شهدنا في الفترة الأخيرة وبعد جهد طويل لقاء الرئيس أردوغان مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في الولايات المتحدة ، تلاها زيارة رئيس وكالة المخابرات المركزية الأمريكية ، وفي وقت لاحق قائد الجيش الأمريكي حينها أعطيت إشارة المد والجزر لسياسة تركيا الجديدة تجاه سورية، للأسف.
وعقب هذه الزيارات جاءت زيارة الرئيس أردوغان الى البحرين وقطر والمملكة العربية السعودية ، ضمن جولته على دول الخليج، نعم لقد إتبعت تركيا سياسة المد والجزر في سورية، لكن عليها الآن التحرك في نفس الخط مع إيران وروسيا ، وفي الحقيقة تركيا لم تعد في حاجة إلى إدارة مايجري في سورية ولم تعد قادرة أصلاً على إدارة الأوضاع ، وبالأصل تركيا لا تريد تشكيل حكم كردي أو دولة كردية على حدودها مع سورية، ولكن بعد التطورات الأخيرة عملياً تركيا شعرت بالارتياح ، والذي حصل هووصول الجيش السوري وسيطرة الحكومة على مناطق الأكراد، وبالتالي سحبت سورية من يد تركيا ذريعة التدخل بحجة الاكرد.
اعتقد أن الفرصة متاحة في حال أرادت روسيا وألمانيا وتركيا التوصل إلى اتفاق بشأن الحد الأدنى للحماية من تطور الأوضاع الى ماهو أسوأ ، هذه هي الحالة الآنية ، وإعتماد تركيا هذا التعاطي بهذا الشكل مؤخراً هو دليل على أن تركيا أزعنت للسيادة السورية، لذا من الآن فصاعدا يجب إتخاذ تدابير لمنع تدفق الإرهابيين الى سورية
للأسف، لا توجد سياسة خارجية متماسكة تحقق نقطة التقاء الرئيس أردوغان مع الرئيس بوتين أو رئيس الدولة الألمانية ، فا أردوغان غير متوازن في سياسة التعاطي مع هذه الأطراف فتراه اليوم يقترب من الولايات المتحدة ويتحالف معها ، بعد يوم تراه يتوجه الى التقرب من الرئيس بوتين والتعاون مع روسيا ،أو تراه يتبع سياسة مغايرة ومختلفة تماماً عن ذلك ، ونحن بصراحة لانؤيد هذه السياسة و ننتقد هذه التصرفات>
يجب ان نجد نقاط الإلتقاء ونلتقي مع الرئيس فلاديمير بوتين ومع الرئيس بشار الأسد ، الآن هناك حاجة ماسة إلى العمل معا من أجل القضاء على الإرهاب ، وفي الحقيقة لا توجد أي وسيلة أخرى للقضاء على الارهاب في منطقتنا إلا بالإتفاق وتوحيد الجهود ، وإذا كنتم ترغبون في إنهاء داعش اليوم فيجب أن تجلس حكومتنا على طاولة الحوار مع كل من روسيا و سورية، يجب أن نكافح معا ضد الإرهاب وعلينا أن نوحد الجهود ، في الحقيقة و للأسف تركيا تتبع سياسة خارجية مبهمة وغير مفهومة ، تركيا تفتقد الى التوازن لأنها لا تعرف ماذا تفعل سياستها غير واضحة وغير متوازنة ، وأود أن أكرر: نريد أن نعيش في سلام مع جيراننا ، روسيا وإيران والعراق وسورية، ان هذه الشعوب إخواننا ، أود أن يعلم الشعب السوري أن مصطفى كمال أتاتورك،كما تمكن من المواجهة والصمود عندما بدأت حرب التحرير ضد القوى الأجنبية في فترة انهيار الدولة العثمانية، فإن سورية ستتمكن وسيكتب التاريخ نفسه بنجاح على الرغم من كل هذا التدخل من قبل القوى الخارجية والمنظمات الإرهابية، ونقول نصف قلبنا هو في سورية التي ستهزم الإمبريالية في هذه المنطقة مرة أخرى.
إعداد وتقديم: نواف إبراهيم