نتحدث اليوم عن التحضيرات لمشاورات خاصة بين موسكو والأمم المتحدة وواشنطن بخصوص القضية السورية وإمكانية عقد الجلسة الأخيرة لجنيف والنتائج التي قد تترتب عليها للتوجه بالكامل نحو أستانة وبدء خطوات جدية نحو إيجاد صيغة توافقية من شأنها تفعيل محادثات أستانة والتركيز عليها للخروج بالخطوات الأولى للانتقال إلى الحل السياسي في سورية بالرغم من كل الظروف الراهنة التي تعتبر في حد ذاتها أزمة حقيقية للقضية السورية وتحتاج إلى توافق إقليمي دولي لم يعد هناك مفر منه
ونتابع الجزء الجزء الثاني من هذا البرنامج مع عضو مجلس الشعب السورية، العضو السابق في وفد الحكومة السورية إلى محادثات جنيف، الدكتور محمد خير العكام
التساؤلات الأساسية في حلقة اليوم تتمحور حول:
أولاً: اليوم هناك اجتماع للخبراء التقنيين لمحادثات أستانة، مالجدوى من هذا الاجتماع، وهل مازال هناك أمل يمكن تعليقه على أستانة؟
ثانياً: هل هذا الاجتماع إعادة إحياء أستانة أم نعي لجنيف؟
ثالثاً: : أين وصل سياق أستانة في خضم هذه التطورات بدءاً من انتهاء عمليات "درع الفرات" وانتهاء بالقصف الأمريكي لسورية وفشل التحرك على جبهة الجنوب، وماهي المعطيات الحالية لكل هذه الإرهاصات؟
رابعاً: الولايات المتحدة الأمريكية غير متفائلة في أستانة لماذا، حيث أن وزير الخارجية الأمريكي قال أن محادثات أستانة لم تنتج الكثير، هم يتعاملون مع كل شيء على مبدأ الربح والخسارة من منظور مصالحهم؟
يقول عضو المركز الدولي للدراسات الأمنية والجيوسياسية سومر صالح بهذا الصدد:
لا تنبئ المتغيرات الإقليمية والدولية وإنعكاساتها الميدانية بالكثير من التفاؤل على مستقبل سياق أستانة بجولته الرابعة، بدءا من التغيرات المرتبطة بالجانب التركي ، والذي أتى سياق أستانة برمته تأسيساً عليه، فإنهاء عمليات درع الفرات 30/3/2017، و سحب ملف كفريا الفوعة لصالح قطر ضمن تسوية إقليمية يعني الإبتعاد التركي عن التفاوض مع الشريك المفترض في سياق أستانة وهو إيران بما يوحي بصراع مستقبلي ، وغيره من المتغيرات التي تضع تركيا بعيدا عن مناخ التأسيس لأستانة وحتى الولايات المتحدة بعدوانها على قاعدة الشعيرات و إشعالها للجبهة الجنوبية قد أخرجت جزءا مهما من فصائل هذا السياق.
وأردف الخبير صالح قائلاً:
ويختم صالح حديثه قائلاً:
بعد كل هذه المعطيات هل باستطاعة أستانة "4" فصل تلك الفصائل عن جبهة النصرة وتحديد الخرائط الجغرافية ؟ يبدو الأمر معقدا في ظل هيمنة واسعة "سياسيا وميدانيا" لتنظيم النصرة الإرهابي على مشهد المعارضات السورية ويرضى أميركي تام.
أما أستاذ القانون في جامعة دمشق وعضو الوفد الحكومي السوري سابقاً إلى محادثات جنيف ، عضو مجلس الشعب السوري الدكتور محمد خير العكًام فيرى أن
هذه التساؤلات تعيدنا إلى فكرة أن جنيف هو بديل لأستانة أو أستانة بديل ل جنيف ، أو أن هناك تنافساً بين المنصتين أكثر من مرة قلنا لايمكننا النظر إلى أن هاتين المنصتين متناقضتين ، المنطق يقول أنه نوع من التخصص ، أستانة تخصصت بالشق المتعلق بالتعاون بمكافحة الإرهاب ووقف إطلاق النار على أنه منطلق للذهاب الى جنيف والوصول إلى نتائج إيجابية في جنيف.
وأردف الدكتور العكام قائلاً:
على هذا الأساس لايمكننا أن نقول أنهما متناقضين وإنما متكاملين ، نعم هناك قوى تريد أن تقول أنهما متناقضين ، لماذا ؟ لان النجاحات التي يمكن أن تحققها أستانة فعلا يمكن أن تنعكس على مايمكن أن يتحقق من نتائج سياسية في جنيف ، والسؤال هنا هل الأطراف الداعمة للأرهاب والذين يدعمون الطرف الآخر في جنيف يريدون أن نصل الى نهاية سياسية يتوافق عليها الجميع في جنيف ؟
الجواب: لا ، لأن هذه الدول لاتريد لجنيف أن يثمر حلاً سياسياً ، وتريد أن تستمر في دعمها للإرهاب وفي سياستها لأنها لم تحقق أهدافها من الحرب على سورية بواسطة هؤلاء الإرهابيين الذين تم نقلهم إلى سورية بشكل أو بآخر.
ويختم الدكتور العكام قائلاً:
إعداد وتقديم: نواف إبراهيم