إذا ودون الدخول في تفاصيل الأحداث والتي يطول شرحها تعود الوقائع لتؤكد من خلال نتائج هذه اللقاء أن استمرار المواجهات في منطقة الشرق الأوسط وفي سورية وأوكرانيا تحديداً معلق بالدرجة الأولى على التفاهمات الروسية الأمريكية، فهل نرى قريباً انعكاسات حقيقة لهذه التفاهمات الحذرة بين روسيا والولايات المتحدة؟ هذا مرهون بطبيعة الحال باحتواء كلا الطرفين لحلف الآخر.
حول هذا الموضوع نستضيف في حلقة اليوم من دمشق د خالد المطرود رئيس شبكة البوصلة السورية
ومن موسكو نستضيف الدبلوماسي الروسي السابق والخبير بشوون الشرق الأوسط الدكتور فيتشسلاف ماتوزوف
يقول الدكتور خالد المطرود رئيس شبكة البوصلة السورية:
زيارة السيد لافروف إلى واشنطن بعد انقطاع أربع سنوات بالجغرافيا هي حدث مهم وحدث مؤشر الى تطورات كبيرة وخاصة بعد وصول الإدارة الأمريكية الجديدة مع السيد ترامب، والحفاوة التي استقبل بها السيد لافروف تعبر عن اهتمام كبير بالسيد لافروف لما يمثله كوزير خارجية للإتحاد الروسي ، ولما تمثله روسيا من وزن وخاصة في ساحة الإشتباك في سورية وباقي المناطق على الساحة الدولية إن كان في أوكرانيا وغيرها ، وتأتي أهميتها في التحضيرا للقاء بين الرئيسين ترامب وبوتين ، لتكون العلامات الفارقة في التوجهات الجديدة في السياسة الدولية ، وخاصة أن هناك توجهاً بتنا نتلمسه في أن التصعيد هو تصعيد إعلامي سياسي من أجل أن يكون هناك أوراق للتفاوض ليس أكثر، وبالتالي منطق الحروب قد ولاّ ، ولايمكن الحديث عن حروب أو تصعيد مهما كان مصدره ومهما كانت أطرافه ، وهناك حرص من قبل الإتحاد الروسي على السلم والأمن الدوليين ، الأمريكي وصل إلى قناعة أن لايستمر في القتل فوق مايريده الروسي إلا بالتفاهمات لأن البديل هو توسيع ساحة الإشتباك وهذا ليس في مصلحة أحد.
وأردف الدكتور المطروح قائلاً:
وأضاف الدكتور المطرود: الولايات المتحدة وحلفائها باتو ا يعلمون أن الإشتباك في سورية بحاجة إلى تبريد ، وأن سورية هي خط أحمر لروسيا كما إسرائيل هي خط أحمر لأمريكا ، وكوريا الشمالية خط أحمر للصيني ، لاتغير في الخرائط على الساحة السورية ، يتضح أن هناك سلة يتم التفاهم عليها لتنتج التسويات تحت عنوان رابح رابح.
أما الخبير في شؤون الشرق الأوسط والدبلوماسي الروسي السابق الدكتور فياتشيسلاف ماتوزوف فيقول:
هذه اللقاءات مهمة جداً ولدرجة استثنائية لسبب واحد هو أن الرئيس ترامب بعد إنتخابه رئيسا بات يواجه الضغط الضخم من الأوساط السياسية التقليدية من جهة ، ومن حزب الديمقراطيى والطغمة المالية من جهة أخرى ، وهو كان يتحدى وول ستريت بكل وضوح خلال الحملة الإنتخابية ، واليوم يقع ترامب تحت ضغط شديد حيث بأنه على إتصال مع موسكو وأنه على إتصال مع بوتين شخصياً ، هذه التهمة ترافقه وتمنعه من إعادة النظر في العلاقات الروسية الأمريكية أساسا ، ولذلك من الصعب عليه أن يقوم بأي خطوة تجاه روسيا لجهة تطيبع العلاقات الدبلوماسية والسياسية دون أن يتعرض لغتهامات مشتتة ، ومن هنا تأتي أهمية هذه الزيارة لسرغي لافروف إلى واشنطن ليلتقي مع تيلرسون وترامب على نحو نفس صورة اللقاء الذي تم مع الرئيس بوتين في موسكو اليوم هذه الصورة تتكرر.
وأردف الدكتور ماتوزوف قائلاً:
لافروف أمام الصحفيين في السفارة الروسية في واشنطن كان أعطى مستوى عالي من التقييم لهذا اللقاء وكان قد قال بعد لقائه مع الرئيس ترامب أن فكرة مناطق التصعيد لم تكن فكرة الرئيس بوتين بل كانت فكرة الرئيس ترامب هو الذي نقلها إلى الرئيس بوتين والرئيس بوتين نقل هذه الفكرة إلى الحكومة السورية وإلى الحكومتين التركية والإيرانية وإتفقوا على إمكانية تطبيق هذه الفكرة.
وأضاف الدكتور ماتوزوف قائلاً:
التطورات الحالية على الساحة السورية مهمة جداً ، وإذا كانت بعض القوى المعادية لسورية تعتقد أن أمريكا ستكون قوة داعمة لهم هذه فكرة خاطئة ، أساسا أمريكا ترامب وروسيا بوتين لايمكن أن يغيروا الموقف المبدئي ونوايا كل دول العالم في نية وضع الحد للإرهاب في سورية والعراق وليبيا وفي كل العالم ، وأنا أتصور أن ترامب خلال لقائه مع لافروف ركز على أهمية مكافحة الإرهاب وليس مكافحة السلطة السورية ، وهذا كان أمام كل الصحافة الأمريكية ، وهناك رغبة شديدة لترامب أن يقيم علاقات طبيعية مع الشرق الأوسط ودول العالم ولكن بعض زمرة إدارة اوباما المحيطة كانت تعيق ذلك.
إعداد وتقديم: نواف إبراهيم