وبناء على ماتقدم به الرئيس ترامب حول أن النجاح بتحقيق الهدنة في سوريا كان بفضل الإتصالات بين الولايات المتحدة وروسيا ، هل يمكن أن نقول أنه إنطلق بالفعل توافق دولي حقيقي لحل القضية السورية ؟
وماهي أشكال هذا الحل وكيف ستتم عملية تطبيقه ومتى ؟ خاصة أن الظروف الناشئة تدلل بالفعل على أن الحرب على سورية بدأت بالانحسار وبدأت تضع أوزارها بالفعل ، والجميع بات يقر بأن الحل السياسي قد آن آوانه.
هل يمكننا أ نعتبر أن كل مايجري من قبل الولايات المتحدة وفرنسا هو أمر لايتعدى تبادل الأدوار أمام الخسائر التي منيو بها وسقوط رهاناتهم على إسقاط سورية وإبعاد روسيا وإيران لتحقيق ماتيسر لهم من مشاريعهم ؟
يقول الدكتور بسام أبو عبدالله:
ما من شك أن الموقف الفرنسي بالذات بإعتبار أن فرنسا كانت رأس الحربة في مشاريع ما سمي بالربيع العربي بالتعاون مع قطر في ليبيا وفي أكثر من مكان وفي سورية أيضاً، طبعا في عهدي ساركوزي وأولاند هذه السياسة أوصلت فرنسا إلى الحضيض وماكرون كما يعتقد أنه لابد من النهوض بفرنسا وهذا يتطلب أن تدخل فرنسا عبر بوابة يمكن الإستناد إليها لتغيير هذه السياسة ، وهذه البوابة هي البوابة الروسية ، ولقاء الرئيس بوتين مع ماكرون كان له دور كبير في هذا التغيير ، ومن الواضح أن فرنسا أدركت أن سياستها في عهد أولاند سقطت وإنهارت وهي فاشلة ولم تؤتي على الإطلاق بأي نتائج لفرنسا لابل وجدت فرنسا نفسها خارج اللعبة في المنطقة وخاصة في المشرق العربي.
وأردف الدكتور بسام أبو عبدالله:
الفرنسيون حاولوا عبر الألمان وعبر أكتر من طرف أن يفتحوا مجالاً للتعاون الأمني ودمشق تشترط أن البوابة السياسية هي البوابة الحقيقة للتعاون الأمني لذا لابد من فتح السفارة الفرنسية في دمشق، والكل يعلم أن هناك وفود فرنسية زارت سورية وقدمت تقايرير عن الأوضاع في سورية لجهاتها ، وهناك من تحدث عن خلافات كانت قائمة بين جهاز الأمن الداخلي الفرنسي وجهاز الأمن الخارجي بإختلاف الشخصيات في تقدير الوضع في سورية وطريقة التعاطي مع القضية السورية ، وأيضا الخلاف الخليجي الجليجي هو بوابة لهذا التابو.
وأضاف أبو عبد الله:
ماكرون قال بوضوح أن إغلاق السفارة في دمشق لم يؤتي بأي نتيجة ، وهذا التحول جاء نتيجة صمود سورية والموقف الروسي الصلب والموقف الإيرلاني الداعم ، وليس لأنهم جيدون ، والآن إنتقلت لمعركة من الميدان إلى الساحة السياسية ، وهاهي فرنسا تعيد النظر في سياستها ولكن هل إختلف موضوع نظرتهم للحل السياسي…؟ الأن الصراع سوف ينتقل من البوابة العسكرية التي فشلت فشلاً ذريعا إلى البوابة السياسية .
أما الإعلامي والكاتب السياسي رئيس تحرير موقع "ميدلاين نيوز" في باريس طارق عجيب فيقول:
حقيقة هناك مصطلحات قالها الأوربيون منذ أكثر من عام ، وبدأت ترجمتها الفعلية في المرحلة الحالية على الساحة السورية وهي الواقعية السياسية ، يعني أن الأوربيون إضافة إلى أنهم شركاء بقسم كبير فيما يجري في سورية لكنهم بالنهاية يتعاطون بشكل واقعي مع الأمور وليس بشكل يستند إلى مرجعيات أو إلى نقاط خلافية فيها تعنت وعناد ومكابرة ، لهذا رأينا منذ فترة تغير في المزاج الأوروبي بشكل عام، حيث بدأ ينتقل إلى مرحلة فهم للواقع على الأرض، فهم لواقع الدولة السورية يشكل عام ، وقدرة هذا الجيش وهذا المحور على الصمود في كل ماخطط له.
وأردف عجيب قائلاً:
وأوضاف عجيب:
الوثوق يأتي من قوة سورية وحلفائها ، وليس من طباعهم فمن يمتلك مشروع إستعماري ويتبع سياسة السيطرة والإملاء عليك لايمكن الوثوق به ، إلا إذا كنت أنت تمتلك القوة ، والدولة السورية والشعب السوري والجيش السوري والحلفاء لسورية أثبتوا أنهم يمتلكون القوة التي يفرضون فيها على الأطراف الأخرى أن تتعاطى بثقة وأن لاتحاول أن تستمر في سياستها الخطأ لأنها ستدفع ثمناً أكبر، لهذا السبب الوثوق بهم هو نتيجة القوة والحضور على الأرض.
الغربي لم يغير في سياساته أو استراتيجياته نتيجة تغير مزاجيته وأمنياته بل هناك ما فرض على الأوربي وعلى العالم كله تغير في المزاج السياسي ، وهو ماجرى ومايجري على الأرض من إنتصارات ، الواقع على الأرض هو الذي فرض هذه المواقف والدولة السورية كانت واثقة من أنها تتعرض لحرب شعواء و حرب ضروس، لكنها كانت واثقة من النصر لأنها تمتلك المعرفة والوعي لحقيقة مايجري وتمتلك الأوراق والقوة والإرادة الكافية للخروج منتصرة من هذه الأزمة ، لهذا السبب الثقة تنتج من قوة الموقف وقوة الأوراق والأدوات التي بيد الدولة السورية وحلفائها.
التفاصيل في التسجيل الصوتي المرفق.
إعداد وتقديم: نواف إبراهيم