إعداد وتقديم نواف إبراهيم.
تستمر الولايات المتحدة الأمريكية في التصعيد ضد روسيا بكافة الأشكال وفي مختلف الجوانب، وتسير معها في موكب التصعيد دول الإتحاد الأوربي ، ولما لا ، وهذه الدول باتت صغيرة الحجم والقيمة والمقام أمام ماقامت به روسيا من كشف لمخططاتها للسيطرة على العالم ومقدراته وخاصة في منطقة الشرق الأوسط وعلى وجه الخصوص في سورية. الردود الروسية كانت كثيرة وفاعلة سياسياً وميدانياً وحتى دبلوماسياً وإقتصادياً وبهدوء القوي الواثق من نفسه ، وكان أخرها ماجاء على لسان وزير الخارجية سيرغي لافروف الذي إستفاض بالحديث عن مايجري ، مؤكداً أن روسيا عبر التاريخ لم تكن رهينة لأي من دول العالم ولم تنجح أي دولة في حل مشاكلها على حساب روسيا ومكانتها الدولية. روسيا التي تحارب الإرهاب وتلتزم بالقوانين والشرائع الدولية على عكس الولايات المتحدة وحلفائها الذين يستثمرون الإرهاب لتحقيق مصالحهم وتدمير روسيا.
اليوم نتحدث عن زيادة حدة التوتر في العلاقات الروسية الأمريكية بفعل السلوك الأمريكي غير الأخلاقي تجاه روسيا والعالم كله وإغلاق عدد من الممثليات والقنصليات الروسية في بعض الولايات الامريكية.
أثره، وعلاقته بالملفات الساخنة التي تختلف فيها مواقف البلدين ؟
كيف يفهم الجانب الروسي غير الرسمي هذه التطورات ، وكيف يرى صوابية التعامل معها في ظل الظروف الدولية الحالية ؟
هل هذا التخبط دليل على عجز الولايات المتحدة على الإعتراف بهزيمتها أمام روسيا في معظم الملفات وأن العالم فعلاً قد تغير ولا وجود بعد الآن لعالم أحادي القطب ؟
إلى أي حد يمكن أن مستوى التوتر وهل يمكن أن تستمرر الولايات المتحدة في التصعيد مايبرر التخوف من مواجهات مباشرة ؟
ماهو إنعكاس هذه الخلافات على الملفات الدولية والإقليمية العالقة تحديداً الملف السوري الذي فضحت فيه روسيا الولايات المتحدة وحلفائها ومشروعهم في إستثمار الإرهاب ؟
حول هذه التطورات نستضيف في حلقة اليوم المحلل السياسي الروسي تيمور دويدار
يقول السيد دويدار:
بصراحة كانت هناك آمال معلقة من قبل الكثيرين مبنية على التغيير في المكتب السياسي الذي يقود واشنطن ، وكنا نأمل بأن يستطيع الرئيس ترامب أن يخفف حدة التوتر الذي شهدناه في عهد الرئيس أوباما ، لكن التوقعات للأسف لم تكن محلها.
مانراه الآن هو إمتداد للخط السياسي للولايات المتحدة بأنها الدولة الأمثل وكذلك يذكرنا هذا بثلاثينيات القرن الماضي عندما شهدنا من هو الشعب الأمثل وإلخ. ترامب لم يستطع الوقوف في وجه المؤسسات الأمريكية وتغلب التطرف اليمني الأمريكي الذي لم ينقطع ، وهؤلاء شهدناهم في الحرب على العراق ، وهم مازالو موجودين ويفعّلون خططهم الإستعمارية ، هم نفسهم هؤلاء الذين نسخر منهم في موسكو نحن وزملائنا لأنهم يحددون أين يتواجد النفط الأمريكي في باطن الأرض العربية. لاجديد للأسف الشديد ،والتوتر لم يعد توتراً دبلوماسياً بل تعداه إلى توتر سياسي والحرب الخاصة بالممتلكات الروسية على الأراضي الأمريكية وماجرى حولها يعتبر إختراقاً للقانون الدولي ولم يكن له مثيل من قبل.
وأردف دويدار:
الأمريكان يدركون تماماً بأن روسيا لن تقوم بأي عمل متهور ولن تقوم بالضربة الأولى خلال مناوشات أياً كانت بما فيها العسكرية ، لانهم يدركون تماماً حكمة روسيا الدبلوماسية في التعامل مع مثل هذه الأزمات ، ومثال على ذلك عندما طرد الرئيس أوباما البلوماسيين الروس والمشاكل التي وقعت مع تركيا بخصوص إسقاط الطائرة ، روسيا لاترد بردود الفعل أو بشكل تلقائي وإنما ترد رداً صارماً وحازماً بشكل مدروس ، لابل ترد رداً مؤلماً ، ولا أعتقد أن الأمريكان لديهم القدرة والإمكانية على مواجهة عسكرية مع دولة قوية مثل روسيا ، من حيث إتخاذ القرار وليس من حيث القوة العسكرية ، لأننا نعلم تماماً أن الولايات المتحدة هي أقوى دولة في العالم عسكرياً لا أحد ينكر ذلك ، لكن بنفس الوقت لايمكنها مواجهة روسيا لأنها تعي تماماً أن المواجهة مع روسيا قاتلة ، وهناك عدة خطط موضوعة من قبل الخبراء والمحللين العسكريين الروس بهذ الشأن ، هناك خطوط رجعة ، وهذا مهم لأن خط اللارجعة يمكن الوصول إليه بسهولة للأسف الشديد.
وأضاف دويدار:
المجزرة السورية أوقفت بفضل روسيا ومساعدتها ، بالمقابل داعش والنصرة وكل من معهم فتم فضحهم من حيث تزويدهم بالسلاح الأمريكي وتكوينهم بمساعدة الولايات المتحدة وبان جلياً الوقوف
التفاصيل في الحوار الصوتي المرفق