النصر في دير الزور لا يعتبر نصراً استراتيجياً عسكرياً فحسب، بل نقلة نوعية تاريخية في تحقيق خطوة جديدة وحاسمة على القضاء على الإرهاب في الأراضي السورية ونسف المخططات الإقليمية والدولية للسيطرة على الدولة السورية.
ومن هنا نرى أن هناك تساؤلات كثيرة تبحث لنفسها عن أجوبة دقيقة تتناسب مع دقة المرحلة وأهمها:
ما هي المكاسب التي يمكن أن يحققها الجيش السوري وحلفاؤه في انتصار دير الزور؟
أين وصلت القوات السورية وحلفاؤها في هذه المعركة المصيرية في القضاء على تنظيم "داعش" الإرهابي وإلى أين وكيف يمكن أن تمتد؟
ما هو موقع أو موضع القوات الأمريكية والمجموعات المسلحة المتعاونة معها أمام سقوط تنظيم "داعش" الإرهابي، وإلى أي مدى هذه الانتصارات تحرج الأمريكي وتفشل مخططاته؟
الخط البياني للتحركات العسكرية للقوات السورية وحلفائها بعد تحرير دير الزور من إرهاب "داعش"؟
كيف يمكن أن نلخص مكاسب الانتصار في دير الزور وانعكاسه على نجاحات معركة الرقة القادمة مروراً بجبهة الجنوب وصولاً إلى لقاءات أستانة وجنيف؟
يقول الخبير العسكري الاستراتيجي اللواء الدكتور محمد عباس:
أبدأ بعبارة بسيطة هي: حاصر حصارك، هم حاصروا دير الزور وحاصروا القوات السورية في دير الزور وهذه القوات كانت تقدر بأقل من عدة آلاف وقد أرادت داعش، لا بل أرادت "السي آي أيه" عبر جيوشها البديلة المسماة "داعش" ومختلف الفصائل الإرهابية في سورية، أرادت القضاء على الدولة السورية في دير الزور من خلال أعمال قتالية مستمرة ومتواصلة وأعمال عنيفة ، أرادت "داعش" من خلالها القضاء على الدولة والسلطة المركزية في دير الزور، ولو تحقق هذا الإنجاز لهم لكانت المنطقة الشرقية برمتها بيد داعش، ولكان هناك ما يمكن أن تسميه قرار التقسيم أو "البوفيرستيت" والمنطقة العازلة التي أرادت أمريكا أن تخلقها عبر خرائط بيرنارد لويس من السويداء إلى دير الزور فالرقة، الصمود الأسطوري لجيشنا وشعبنا في دير الزور منح هذا الصمود في مواجهة هذه المجموعات الإرهابية التي استخدمت كل وسائل العنف ضد أهلنا لتفريق الشعب عن الجيش ولتحريض الشعب على الجيش.
وأردف اللواء عباس:
وأضاف اللواء عباس:
الأمريكي لا يريد القضاء على داعش، الأمريكي يريد إطالة الحرب على سورية وهو الذي جاء بكل شذاذ الآفاق من كل أنحاء العالم لكي ينفذوا برنامجاً وأجندة تخدم المصالح الأمريكية في المنطقة لا بل في السيطرة على سورية من خلال الاستثمار في الإرهاب واستثمار "داعش" فهم متورطون في الاعتداء على سورية والتخطيط لما يسمى بحروب تغيبر الأنظمة وفق حروب الجيل الرابع الأمريكية وحروب أمريكا الجديدة وكل هذه المساعدات التي تقدم لداعش وللمجموعات الإرهابية المسلحة لن تجدي نفعاً ولم تعد لدى هذه المجموعات القدرة على المناورة أو القيام بأعمال هجومية تكتيكية، وهم يحاولون جر قواتنا لخوض معركة في داخل المدن وأعتقد أن جيشنا له من الخبرة والقدرة ما يكفي على مثل هذه المواجهات داخل المدن وخاصة في دير الزور.
التفاصيل في التسجيل الصوتي المرفق
إعداد وتقديم: نواف إبراهيم