إلى أي حد وصل تدهور العلاقة الروسية الأمريكية إذا ما قارنا بين فترة ولاية أوباما وترامب وإلى أين هي ذاهبة بالفعل؟
ألم تتعب الولايات المتحدة من اختلاق الأكاذيب والتهم الواهية لروسيا وألم تتعب من مضغ علكة الكيماوي في سورية؟
هل تأتي هذه التصريحات المتجددة ضد روسيا في إطار التحضير لفلم كيماوي مفبرك جديد تتضح ملامح التحضير له في الغوطة التي خنقت روسيا الولايات المتحدة ومسلحيها الإرهابيين فيها بعد أن حجمت القرار 2401؟
إلى أي حد يمكن أن تستمر روسيا في تحمل هذه الأكاذيب والاستفزازات الخارجة عن كل القيم والقوانين التي تحكم علاقات الدول وما هي درجة الخطر في الوصول إلى حافة الصدام العسكري؟
هل يدل هذا التسعير على أن الولايات المتحدة تلفظ أنفاسها الأخيرة في القدرة على التحكم في مصير سورية، وهل يعقل أن تستسلم للأمر الواقع؟
ما سر الهدوء الروسي وعدم الاكتراث بهذه السلوكيات الأمريكية المخجلة خاصة أن روسيا تملك من الدلائل التي تثبت استثمار الولايات المتحدة للإرهاب في كل أنحاء العالم ، لما تكتفي ببعض التصريحات والتحذيرات الدبلوماسية؟
هل تجاوزت العلاقة الروسية الأمريكية الخطوط الحمراء وكيف يمكن أن تنتهي في نهاية هذا الكباش والتلامس شبه المباشر في الميدان السوري؟
يرى الخبير بالشأن السياسي تيمور دويدار أن
"العلاقات الروسية الأمريكية تتجه نحو الأسوأ ، في الحقيقة إذا كنا نقول أن العلاقات الروسية الأمريكية وصلت في الشهرين الأخيرين على الأقل إلى أدنى حدودها فإننا نراها الآن تحت الحد الأدنى ، أصبحت في خبر كان أن صح التعبير ، وإذا ماتصورنا المعطيات الحالية فإن المحافظين الجدد في الولايات المتحدة عادوا إلى التحكم في الإدارة الأمريكية وفي السياسة الخارجية الداعمة لإسرائيل ، والمقتضيات الأخرى التي يجب النظر إليها هو أن سيناء بقيت لمصر فلا فصل لها عن مصر ولا تهجير للفلسطينيين إليها كما كان مخططاً ، لكن هذا المشروع بقي معلقاً في عقول المحافظين الجدد ، وفي سورية بقيت الدولة السورية محافظة على كيانها ومازالت تتوسع يوماً بعد يوم في إعادة السيطرة على أراضيها وسيادتها ، ورمز الدولة السورية الرئيس السوري مازال أيضاً موجوداً، العراق غير موجود، والكيان الكردي يبدأ من جديد في تكوين نفسه بمساعدة ودعم من إسرائيل ومن الولايات المتحدة الأمريكية، علينا أن نأخذ كل ذلك بعين الإعتبار، ولكن قبل ذلك والأهم من كل هذا هو معارضة واشنطن لسياسة الكرملين التي تدعوا إلى تعدد أقطاب اتخاذ القرار السياسي في العالم ".
وأشار دويدار إلى أن
"المواجهة أصبحت علنية في الوقت الحالي والتصعيد الذي نشهده غير مسبوق، وأنا أعتقد أننا على وشك دخول معركة جديدة نوعاً ما يعني أننا وصلنا إلى مرحلة التصادم وأقصد هنا الصدام العسكري في نهاية المطاف في منطقة الشرق الأوسط، روسيا في تدخلها في المشكلة السورية تسببت في إعاقة المشروع الأمريكي وأخفقت المخطط الأمريكي الصهيوني لتقسيم سورية إلى دويلات وإمارات حرب كما حدث في باقي دول المنطقة، لقد أصبحت روسيا عائقاً في وجه هذا المشروع وهذا ما تسبب في التصعيد والذي سوف يستمر، حيث نرى استمرار تشكيل التكتلات والمعسكرات التي تحاول تلك الدول خلقها بسرعة وها نحن نرى أن سوق السلاح في السنوات الخمس الأخيرة يتوسع للغاية وهذا يوحي بأن المعسكرات ستواجه بعضها البعض والمواجهة هي بطبيعة الحال بين الغرب والشرق ".
وأردف دويدار
"روسيا تتعامل بحكمة واتزان وهذا مايفسر قدرتها على الهدوء أمام كل هذا التصعيد وهذه الاستفزازات، وبطبيعة الحال سيكون هناك رد على كل هذا في مكانه وفي وقته وظرفه وموضعه، موسكو لاتريد الحرب ورسالة موسكو هي الدعوة إلى السلام لكن للأسف هؤلاء مستعدون للاستمرار في إراقة الدماء لأجل إكمال مشروعهم ".
الكاتب والمحلل السياسي أحمد صوان
حيث أكد صوّان
أن الولايات المتحدة تمر الآن بحالة ضعف وهوان وتراجع وتخبط لأنها في مأزق خطر بسبب عدم قدرتها الفعلية على التعامل برؤيتها مع الأوضاع السائدة في العالم عموماً وفق إعتقادها وتمسكها بسياسة القطب الواحد وبالتالي هي وفق مفهومها قادرة على فرض الهيمنة ، لذلك إنطلاقاً من هذه الرؤية نرى أن الولايات المتحدة تعيش حالياً حالة تخبط وفي مأزق كما هو عليه حالها في سورية ، وكثير من القضايا والملفات الأخرى في كوريا الشمالية ، ومع روسيا والصين ، وفي المنطقة مع العراق واليمن وليبيا ومصر والأزمة الخليجية كل هذه القضايا باتت تشكل ضاغطاً حقيقياً على الولايات المتحدة لذا هي تستتمر في التخبط في هذه المناطق دون معالجتها أو القدرة على التعامل معها وخلق الفوضى على عكس الموقف الروسي تماماً الموقف الجاد والصادق والواضح لجهة تحقيق الأمن والإستقرار في هذه المناطق ولتحقيق شراكة حقيقية مع كل هذه القوى الصغيرة والكبرى على حد السواء ، ومع ذلك فهي غير قادرة على الدخول في مواجهة مع هذه القوى تحديداً مع روسيا ومع الصين لذا نراها تتلاعب بالأوضاع كي توحي بأنها قادرة على الأستمرار في هذه الأزمات وإفتعالها في إطار تعقيدات وتشابكات جديدة لاتخدم مصلحة الأمن والسلم الدوليين ولاتخدم ميثاق الأمم المتحدة ولاعملية التعاون والشراكة مع روسيا كدولة عظمى في هذه المرحلة من مواجهة التخبطات الأمريكية".
وأضاف صوان
"روسيا لاتتعامل بنفس السياسة الأمريكية في إطار رؤيتها وإستراتيجيتها في كل أزمات المنطقة ،روسيا تحاول أن تمسك بالخيط بما يتعلق بضمان أمن المنطقة وإستمرارها وليس من منطلق فرض السيطرة والهيمنة ، وإنما من منطلق أنه آن الأوان لهذا العالم أن يتخلى عن نظام القطب الواحد ونظام الهيمنة وفرض السيطرة والإرادات على الدول والتدخل في شؤنها وإقالة حكومات والمجيىء بحكومات على مقاس الولايات المتحدة ، التي نراها تتخبط في سورية لذا هي تعمل على نقل الحروب وإشعالها من مكان إلى مكان آخر كي تبقي على الأزمة السورية لتثبت أنها قادرة على أمتلاك ورقة إستراتيجية خاصة في ظل الهزائم التي تتعرض لها أذرعها الإرهابية التي لم تعد قادرة على تحقيق أي مكتسب للولايات المتحدة التي تعمل وفق إستراتيجية الحروب المتنقلة ".
التفاصيل في التسجيل الصوتي المرفق
إعداد وتقديم: نواف إبراهيم
