الهستيريا التي تظهر فيها الولايات المتحدة بشكل عام بجميع مؤسساتها العسكرية والمدنية تجاه الأوضاع المستجدة عالمياً خاصة في سورية تدل على وجود خلافات جوهرية حادة داخل الإدارة الأمريكية ومؤسساتها لجهة التعامل مع مايجري وحول طريقة التكيف مع المتغيرات الحالية.
نرى جنونا حقيقياً في السلوك السياسي والدبلوماسي والعسكري الأمريكي ويظهر بشكل خاص على الرئيس ترامب ، الذي يجب عليه أن يكون أكثر هدوءاً من الجميع رغم طبيعته الإنفعالية والتهجمية الجشعة التي تحب البطش أو فعل أي شيء مقابل المال والحفاظ على سيادة الولايات المتحدة على العالم ، كونه رأس الدولة الذي يتوقف عليه الكثير من القرارات على المستوى الداخلي والخارجي وجنونه جعله على ما يبدو حملاً ثقيلاً على البلاد بعد أن عمل على تصدير أزماته الداخلية على أبواب الإنتخابات البرلمانية إلى سورية وغيرها من مناطق النفوذ المتنازع عليها عالمياً والتي بات معظمها يخرج تدريجياً من تحت عباءة الولايات المتحدة بعفل السياسة الأمريكية الرعناء التي لم يعد يتقبلها أحد في العالم إلا على مضض.
ما هي الفضائح الجديدة التي قد تطيح بالرئيس ترامب؟
ما هي ردة فعل الشارع الأمريكي ورأيه بهذه الفضائح وهل هو قادر على فعل شيئ؟
هل ستنعكس هذه الفضائح على الوضع الدولي بشكل عام وعلى الوضع في سورية بشكل خاص؟
نرى ردة فعل جنونية لترامب على مواقع تواصل الاجتماعي وتصريحات إعلامية متضاربة وغيرها من السلوكيات الغريبة، ماذا يحاول ترامب فعله من خلال هذه الأفعال والتصريحات؟
حول فضائح ترامب يقول الكاتب الصحفي السوري الأمريكي المختص بالشؤون الأمريكية ستيفن صهيوني:
واستطرد صهيوني
"الفضيحة الأخرى هي مع عارضة الأزياء كارن ماك دوغل وعلاقتهما دامت لمدة عام ، أي بين العام 2006-2007 أيضا دفع لها أموال من أجل أن تصمت ، وهذا عن طريق صديقه صاحب مجلة ناشونال أنكوريور، حيث دفع لها مبلغ 150 ألف دولار مقابل أن تصمت عن ذلك ، ولكن التحقيقات كشفت هذه الفضيحة بالدلائل رغم نفي ترامب مراراً وتكرارا لهذه الأدعاءات".
وأردف صهيوني:
" هناك تسريبات تقول أن لترامب علاقة قديمة جداً ولديه طفل غير شرعي من هذه العلاقة وأيضا دفع أموالاً بقيمة 30 ألف دولار من أجل إخفاء هذه القصة، وهنا المخالف للقانون حسب الدستور الأمريكي هو دفع أموال لإخفاء معلومات عن الشعب الأمريكي ، وخاصة أن من يدفع الأموال هو مرشح للرئاسة الأمريكية وهذا غير قانوني في أمريكا ويحاسب عليه قضائياً ".
وأضاف صهيوني:
" الفضائح الأخرى التي طالت ترامب هي علاقته مع اللوبي الخليجي الذي يديره رجل الأعمال جورج نادر ، وتتكلم التحقيقات عن تلقي حملة ترامب أموالاً طائلة جداً من الإمارت العربية المتحدة عن طريق جورج نادر ، وأن ثبتت هذه المعلومات لدى ال FBI يمكن للكونغرس الأمريكي أن يطيح بترامب ويكون مصيره خلف القضبان في السجن".
بخصوص ردة فعل الشعب الأمريكي ومقدرته على فعل شيء تجاه ما يجري يرى صهيوني أن
"أغلبية الشعب الأمريكي لا يؤيد ترامب حتى مناصري الحزب الجمهوري لا يؤيدونه ، ولكن يقفون معه ضد الحزب الديموقراطي،. ما يهم المواطن الأمريكي ، هو وضعه الإقتصادي الداخلي ، وهذه الفضائح لن تؤثر على الوضع الإقتصادي ، الجمهوريين لن يتخلوا عن ترامب بل سيدعمونه حتى النهاية ، ولكن هناك قسم من الشعب الأمريكي يمكن أن يرفض التصويت في الإنتخابات المقبلة في نوفمبر القادم ، ليصوتوا للحزب الديموقراطي ، لهذا يعمل الجمهوريون ، والأدارة الأمريكية على تشتيت النظر عن هذه الفضائح وخلق إنتصار وهمي".
وبالنسبة لإنعكاس هذه المتغيرات علاى القضية السورية أشار صهيوني إلى أن
"بالطبع ستنعكس على الوضع الدولي، وهذا ما قصدته من خلق إنتصار وهمي لترامب وإدارته و تشتيت النظر عن الفضائح ، لهذا نرى عقوبات وتصعيد كلامي ضد الصين ، ونفس الشيئ يحدث ضد روسيا وتركيا، والأهم من ذلك في الظرف الحالي هو تهديد سورية بضربة جديدة ، محاولاً إثبات للأمريكيين أن الإدارة الأمريكية الحالية قوية وحازمة وليست متساهلة مثل إدارة الرئيس أوباما".
وحول تصرفات الرئيس ترامب على وسائل التواصل الإجتماعي والضغوطات التي يواجهها داخلياً وكنه مايريد فعله، يرى صهيوني أن
"ردة فعل ترامب الجنونية على وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي تأتي بهذه الهستيرية والعصبية لأنه يواجه ضغوطات كبيره على الصعيد الداخلي ، وهو يكذّب وينفي هذه الإدعاءات ضده ، وعملياً من الناحية النفسية والسيكولوجية نحن نعلم أنه عندما يكذب المرء ويتم إكتشافه يصبح عصبياً لدرجة الجنون وهذا مايجري مع الرئيس ترامب".
وختم صهيوني حديثه بالقول:
" على الصعيد الدولي فقد خسر ترامب كثيراً في الشرق الأوسط وخاصة في سورية ، عملاء أمريكا هزموا في سورية ، و سيطر الجيش السوري بمساندة الروسي وباقي الحلفاء على أغلب المدن السورية ، وتبقى المعركة الفاصلة في إدلب ، كما خسر ترامب تركيا و الصين والباكستنان ، وأصبحت العلاقات متوتره وقد تنسحب تركيا من تحالفها مع واشنطن وتذهب إلى تحالف مع موسكو ، لهذا سبب ترامب يتصرف كالمعتوه فهو يتلقى خسائر محلية ودولية لم تعد محمولة بالنسبة له ولإدارته بشكل عام "
التفاصيل في التسجيل الصوتي المرفق
إعداد وتقديم: نواف إبراهيم
