كانت هناك محادثات مثيرة للإهتمام حول مشروعين على الأقل، على وجه الخصوص إنشاء لجنة مشتركة، ولجنة من قادة الأعمال التي من شأنها أن تجلس معا لتفكر في ظل الثغرات الموجودة على إيجاد مشاريع ملموسة للتعاون الإقتصادي بين روسيا والولايات المتحدة". وأضاف السفير أنطونوف: "الزملاء دعموا فكرة فلاديمير بوتين على ضرورة إنشاء لجنة ثنائية بين روسيا والولايات المتحدة على مستوى محللين سياسيين سابقين، ودبلوماسيين سابقين، وسفراء، ورؤساء وزرات دفاع وجنرالات سابقين".
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قد أعلن بعد إجتماعه في هلسنكي مع نظيره الأمريكي دونالد ترامب في يوليو تموز الماضي، أن روسيا تقترح على الولايات المتحدة إنشاء مجلس مشترك على مستوى خبراء، لإيجاد طرق لحل العلاقات الثنائية. ووفقا لبوتين، لبناء علاقات طويلة الأمد، من المفيد جدا إشراك محللين سياسيين بارزين وعلماء وساسة وعسكريين بارزين سابقين من كلا البلدين.
لماذا يتأخر الطرف الأمريكي كل هذه المدة في الرد على مقترح الرئيس بوتين وأين تكمن معاني هذه المراوغة؟
ماهي السبل اللازمة لكسر الجمود الحاصل في العلاقات الروسية الأمريكية والتي وصفها الوزير لافروف بأنها الأسوأ في التاريخ؟
ماهي أوجه الخلاف الحقيقية بين البلدين ولماذا لاتؤثر العلاقة الجيدة بين الرئيسين على المستوى الشخصي لجهة رأب الصدع في العلاقة المتوترة؟
هل من أمل حقيقي في إصلاح العلاقة في ظل التصعيد الأمريكي والإستفزازي الدائم لروسيا سياسياً وإقتصادياً وعسكرياً في مناطق مختلفة من العالم بما فيها على الحدود مع روسيا؟
اقرأ أيضا: موسكو تنتظر رد واشنطن على اقتراح بوتين لتحسين العلاقات بين البلدين
يقول الخبير بشؤون الشرق الأوسط والصحفي في جريدة "إيزفيستيا" الروسية أندريه أونتيكوف:
"من المعروف أن الولايات المتحدة الأمريكية الآن تقترب من الإنتخابات النصفية، ولذلك للأسف الشديد مايحصل حالياً أن روسيا أصبحت جزءاً من الصراع في الداخل الأمريكي وكل من يدعو إلى تصحيح العلاقة مع روسيا فإنه سوف يتعرض لضغوط سياسية وسوف يخسر الإنتخابات، من هنا لانرى رداً من قبل الجانب الأمريكي على الدعوات الروسية لتصحيح مسار العلاقات الثنائية، وكذلك الرئيس ترامب يتعرض للضغوطات والإنتقادات و كما يقولون بأنه بشكل أو بآخر مرتبط مع روسيا وقضية الإنتخابات الأمريكية وإتهام روسيا بالتدخل فيها مثال على ذلك".
وأردف أونتيكوف
وأضاف الخبير أونتيكوف
"للأسف الشديد حتى الإنتخابات النصفية لايمكن أن تكون هناك أي آمال لتحسين العلاقة بين البلدين، أما بعد الانتخابات طبعاً قد تكون هناك آمال ولكنها ضعيفة للغاية، وأعتقد أن طرق تحسين العلاقات هي في إيجاد نقاط الإلتقاء المشتركة، مثلا في سورية توصلنا مع الجانب الأمريكي بخصوص إنشاء منطقة خفض التوتر في الجنوب السوري بعد سلسلة الإتفاقات بين الطرفين توصلنا إلى حل في هذه المنطقة والتي الآن عادت إلى تحت سلطة الدولة السورية وتعود اليها الحياة الطبيعية حالياً ، وكل ذلك نتيجة التعاون البناء بين البلدين، وهذا المثال على مايبدو أنه الوحيد في الفترة الأخيرة للتعاون البناء بين الطرفين، وبالرغم من ذلك يجب علينا أن نجد نقاط مشتركة جديدة ومختلفة ليس فقط من أجل تحسين العلاقة بل من أجل تحقيق تعاون مثمر والذي لايفيد فقط البلدين وإنما العالم ككل".
التفاصيل في التسجيل الصوتي المرفق
إعداد وتقديم: نواف إبراهيم