لافروف في تصريحاته الواضحة والحادة وضع النقاط على الحروف بقوله أن روسيا والجيش السوري لن يتركا دون رد تصرفات الإرهابيين في إدلب، وسيتم حسم الوضع دون أي تنازلات للإرهابيين. مشيراً إلى أن "مذكرة سوتشي لا تعطي أي عفو عن الإرهابيين.
وحمل لافروف تركيا المسؤولية بشكل غير مباشر حيث قال "الشيء الرئيسي هو أنه، ووفقًا لمذكرة سوتشي، تم التوصل إلى إتفاق بشأن الحاجة إلى فصل المعارضة المسلحة عن الإرهابيين من "جبهة النصرة" (المحظورة في روسيا)، والتي تم تغيير تسميتها لتصبح تحت مظلة "هيئة تحرير الشام"، وينبغي أن تقوم تركيا بالدور الرئيسي في هذا الأمر وفقا للإتفاق الذي أبرم بين الرئيسين الروسي والتركي".
كيف يبدو المشهد السوري الميداني الحالي في ظل المتغيرات والتعقيدات الحالية؟
في أي اتجاهات سوف يتطور بعد عمليات الجيش السوري المدعومة بتصريحات لافروف؟
إلى أي حد يتحمل الوضع صبر الجيس السوري وحلفائه على هذه الحالة أو هذا الوضع المتداخل والمتشعب والمكشوف بآن واحد؟
حول المشهد السوري الميداني المستجد في ظل المتغيرات والتعقيدات الحالية يقول الخبير في إدارة الأزمات والحروب الإستباقية والأستاذ المحاضر في علم الإجتماع السياسي الدكتور أكرم الشلّي:
"نعم، المشهد الميداني صعب على الجغرافيا السورية وتحديداً في منطقة غربي حماه يعني منطقة الإشتباك في كفرنبودة وتل ملح وكفر هود وما حولها حقيقة تدور معارك طاحنة من أكثر من أسبوع، وإشتد هذه المعركة منذ ثلاثة أيام وحتى صبيحة هذا اليوم، وهناك عمليات كر وفر بين الجيش والمسلحين، وهذه الجهات المدعومة تركياً وخليجياً وإسرائيلياً وأمريكا،وكانت الأيام الثلاثة السابقة صعبة وغير محسودين عليها، لكن تم بتجميع القوات وحشدت القيادة السورية وحدات النخبة في هذه المنطقة، وتم قتل المئات من الإرهابيين وتم إسترجاع الكثير من المناطق وتمركزت فيها وحدات الجيش، ويقوم الجيش الآن بهجوم معاكس لتطهير هذه المنطقة بالكامل من المجموعات الإرهابية".
وحول السلوك التركي والرد الروسي على لسان الوزير لافروف رأى الشّلي أن:
"هناك استياء واضح وكبير من قبل القيادة الروسية، وجاء على لسان وزير الخارجية لافروف وجه إنذاراً للجانب التركي وأن الأمور شبه متنهية وأن يكف عن تقديم هذا الدعم للإرهابيين، لكن للأسف الجانب التركي لايلتزم، ولولا الدعم التركي المدعوم أيضاً خليجياً وأمريكاً لما استطاعت هذه المجموعات الإرهابية أن تقف في وجه الجيش العربي السوري والقوات الحليفة والرديفة بالمطلق، لكن للأسف هناك حشد كبير بالقوات والعتاد التركية والمساعدة لها من قوات تركستان الصينية والدول الإسلامية هناك، فقد حشدت آلاف الإنغماسيين بالإضافة الى المفخخات والمصفحات والآليات المختلفة من أجل تحقيق إختراقات في القوات المسلحة المهاجمة والمدافع عن هذه المنطقة لتخلصها من شراذم هؤلاء الإرهابيين".
وحول الإتجاه الذي يمكن أن تسير فيه الأوضاع في ظل هذه الظروف والدعم المكشوف والمخطط أمريكاً قال الشّلي أن: "تم رصد التسليح الحديث الذي تم به تدعيم فيه القوات المهاجمة من المجموعات الإرهابية المسلحة من جيش العزة وجبهة النصرة ورديفاتها بكل مسمياتها هي ذات هدف واحد و هي غيرت من بعض المعادلات ،ولكن بكل تأكيد الجيش مصّر على دحر هذه المجموعات الإرهابية وتحرير جميع المناطق منها كما هو مرسوم من قبل القيادة السورية والقوات الحليفة والرديفة سواء الروسية أو الإيرانية و"حزب الله"، ومهما كان شكل الدعم التركي والخارجي لهذه المجموعات لابد من تحرير هذه المناطق ولو أن ذلك تأخر، وهذا التأخير لن يعيق ولن يغير قرار وتصميم القيادة على دحر هؤلاء الإرهابيين والقضاء عليهم بالكامل".
التفاصيل في التسجيل الصوتي المرفق
إعداد وتقديم: نواف إبراهيم
