وفق ماتريده واشنطن وتأكيد الرئيس ماكرون أنه سوف يناقش مواضيع إستراتيجية هامة مع الرئيس بوتين على هامش قمة مجموعة الـ 20 ستعقد في مدينة أوساكا اليابانية في 28-29 حزيران/يونيو الحالي تدل على أإن فرنسا تحاول تأخذ لها مكاناً في العالم المتجدد، حيث كانت الولايات المتحدة الأمريكية وست دول أعضاء قد صوتت في آذار/مارس عام 2014 على إخراج روسيا، من مجموعة الدول العظمى الثماني حينها، وذلك رداً على قيام موسكو بإعادة ضم شبه جزيرة القرم.
مالذي عناه ماكرون في دعوته للحوار الاستراتيجي مع روسيا؟
هل باتت فرنسا تغرد خارج السرب الأوروبي الأمريكي، وما هو جدول حساباتها ؟
هل سلمت فرنسا بالدور الريادة لروسيا وأن عالم القطب الواحد قد إنتهى لذا تدعو إلى تنسيق التعاون بين دول الاتحاد وحلف الناتو ومجموعة الكبار مع روسيا؟
ماهي المصالح المشتركة التي قد تدعم التقارب الروسي الفرنسي رغم كل الإشكالات العالقة بين الدولتين وكيف سيتم تجاوزها في حال تعارض من واشنطن وباقي دول الاتحاد؟
ماهي القواعد الجديدة التي دعا اليها ماكرون لبناء العلاقة مع روسيا؟
حول الحوار الإستراتيجي الذي يدعو إليه الرئيس ماكرون مع فرنسا يقول الخبير في شؤون الشرق أوسطية والأوروبية أنطوان شاربنتيي
"أعتقد أن الحوار الإستراتيجي الذي يدعو إليه ماكرون مع روسيا، سيكون في الدرجة الأولى كيفية حماية أوروبا أمنياً وإقتصادياً في ظل الصراع القائم بين القوى العظمى، وخاصة بين روسيا والولايات المتحدة، والذي تعاني منه أوروبا كثيراً ، يعني الحوار الإستراتيجي يمكن أن يكون مع روسيا حول تموضعها في عدة ملفات وخصوصاً التي فيها نزاع مع الولايات المتحدة الأمريكية، ويكون بهذا الحال لعب ماكرون دور ساعي البريد، أو الذي يحاول التوفيق بالحد الأدنى بين روسيا وأمريكا لحماية مصالحه ومصالح أوروبا المهددة ، فأوروبا اليوم تسعى للتوفيق في عدة ملفات في آن واحد بين القوى المتصارعة لأن مصيرها على المحك، لكن نرى أن هناك حدود لاتستطيع أوروبا ولايستطبع ماكرون تخطيها لمرعاة حليفه الأمريكي واليوم ما يظهر من مناورات لماكرون وحديثه عن الحوار الإستراتيجي مع روسيا هو يعبر فعلاً عن حالة ضياع أوروبية وصراع مع الذات".
بالنسبة لجدول حسابات فرنسا الجديد ومدى إمكانية خروجها عن الهيمنة الأمريكية قال شربنتيي
"أعتقد أنه في ظل تسلط الولايات على أوروبا ووضع هذه الأخيرة في وضع حساس يهدد مصيرها ومستقبلها،ومع الأخذ بعين الإعتبار التهديدات التي تواجهها دول أوروبا داخلياً، أعتقد أن الأوروبيون بشكل عام والفرنسيون سلّموا بأن عالم القطب الواحد قد إنتهى وأن لروسيا دوراً جديداً في أوروبا والعالم وأن من مصلحتهم التقرب من روسيا، وحتى الرأي العام الفرنسي بدأ يميل نحو تحسين العلاقات مع روسيا وبدأ يتسائل لماذا الرئيس ماكرون مازال يرفض عودة روسيا إلى مجموعة السبعة الكبار بسبب مشكلة أوكرانيا، ولكن الأمر يتطلب اليوم من أوروبا موقف تاريخي وصارم، وإذا ما إتخذت هذا الموقف قد يمضي بها إلى الإتجاه نحو الشرق، وإذا حصل هذا الموقف فهناك السؤال يطرح نفسه، ماهي التكلفة لهذا الموقف؟"
وعن المصالح الروسية الأوروبية المشتركة التي إستدعت هذا التصريح من ماكرون قال شربنتيي
التفاصيل في التسجيل الصوتي المرفق.
إعداد وتقديم: نواف إبراهيم