لذلك يقوم التنظيم الإرهابي بين فترة وأخرى بالقيام بعمليات تفجير في تجمعات خارج مناطق حصار التنظيم من أجل تخفيف الضغط على مقاتليه لإلهاء الجيش العربي السوري بعيداً عن مراكز القتال ولمحاولة فك الحصار المفروض عليه. ما يوقع المزيد من الضحايا من المدنيين مع تصدي الجيش السوري لهذه العمليات التي تدل على أن التنظيم الإرهابي بات يلفظ أنفاسه الأخيرة ويؤكد قدرة قوات الجيش السوري على الدفاع والهجوم مع الحفاظ على قواته وقدراته القتالية بعد سنوات من الخبرة التي اكتسبها في معاركه مع التنظيم الإرهابي…
يجري هذا في وقت قام فيه الجيش التركي بإنشاء نقاط مراقبة في محافظة إدلب، شمالي سوريا، ضمن اتفاق تخفيض التوتر الذي توصلت إليه تركيا مع إيران وروسيا الشهر الماضي ودفعت بتعزيزات لعدد من المركبات العسكرية بينها ناقلات جند مدرعة، وسيارات إسعاف وحاويات، على الخط الحدودي في ريحانلي، كما أرسلت إدارة الكوارث والطوارئ التركية إلى المنطقة، مركبة رصد إشعاعات نووية وبيولوجية وكيميائية.
حول هذا الموضوع، الدكتور حسن أحمد حسن، الباحث السوري المتخصص في الشؤن الاستراتيجية، قال إن هناك معطيات تستند إلى واقع بأن "داعش" ينتشر فقط على أقل من 8 % من الأراضي التي كان يسيطر عليها من قبل وأن ماتم إنجازه يعادل أضعاف ما أنجزه التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن في الحرب على "داعش"…بينما هي تساند "داعش" وتدعمه
وأشار حسن إلى أن الاستمرار في تطهير المناطق كاملة من "داعش" قرار لا رجعة فيه سواء وافقت واشنطن أو لم توافق ولكن الجانب الأمريكي الصهيوني يحاول أن ينتج الإرهابيين مرة أخرى…
وأوضح المحلل السوري أن واشنطن أصرت على التضليل الاستراتيجي ومن خلال رعاية مباشره من الاستخبارات الأمريكية لـ"داعش" ومن خلال الهجمات للذئاب المنفردة وتقدمت قوات "داعش" ناحية نقاط التماس في دير الزور تحت أعين القوات الأمريكية عن طريق إمدادهم بالإحداثيات عن طريق الأقمار الصناعية الأمريكية. ومؤكدا أن الهجوم الذي استهدف غرفة الشرطة العسكرية بين حماة وأدلب كان من تنفيذ "الحزب الإسلامي التركستاني" الذي يقودة أردوغان مباشرة بالاشتراك مع "جبهة النصرة".
وقال د حسن أحمد حسن إن استرتيجية استهداف سوريا هي تركيز "داعش" حول المناطق الحدودية في الرقة وإدلب لتشتيت قوات الجيش السوري في أكثر من جبهة…والإعلان عن انفصال كردستان ماهو إلا محاولة لرد الصفعة التي نالتها أمريكا وتريد أن تردها وهو تقدم الجيش السوري وقضائة على تنظيم "داعش" الإرهابي بمساندة الأصدقاء الروس…وهذا أرغم بقيه الأطراف أصحاب مشروع تفتيت سوريا وبقية دول المنطقة لفتح جبهه جديدة من خلال تدعيم عناصر مسلحة أخرى للهجوم على الدولة السورية..
وتوقع حسن تصعيدا للعمليات الإرهابية والاغتيالات والحوادث الفردية الأمنية لإظهار أن الإرهاب مازال متواجدا في البلاد ولتشتيت جهود قوات الجيش السوري..
وأوضح د حسن أحمد حسن أن وجود مركبة رصد إشعاعات كيماوية ونووية تركية ماهي إلا محاولة للحرب النفسية على سوريا وأيضا تأكد الجانب التركي أن الإرهابيين من النصرة وغيرهم لديهم أسلحة كيميائية وبالتالي الضغط على الدولة السورية في حربها المستمرة ضد هؤلاء الإرهابيين..
فما أهمية تحرير هذه المساحات الكبيرة من الأراضي السورية؟ وكيف يبدو رد فعل تنظيم "داعش"؟ وما أثر انتشار القوات التركية في إدلب؟ هذا ماسنعرفه في هذه الحلقة من برنامج "في العمق"
إعداد وتقديم: حساني البشير