قال رئيس مركز الدراسات العربي الأوروبي في لبنان الدكتور مهدي شحادة، إن زيارات كبار مسؤولي الخليج إلى لبنان، والدعوة التي تم توجيهها للرئيس ميشال عون لزيارة السعودية، تساهم في عودة العلاقات بين لبنان ودول الخليج إلى طبيعتها، بعدما كانت شهدت خلال الأشهر الماضية حالة من التوتر، على خلفية حرب اليمن والملف السوري.
وأضاف شحادة، في تصريحات خاصة لـ"سبوتنيك"، اليوم الأربعاء، أن الحرب في اليمن والملف السوري، دفعت السعودية إلى تجميد مساعدات للجيش اللبناني وقوى الأمن بقيمة 3 مليارات دولار، وجمدت أيضاً مكرمة أخرى كانت موضوعة تحت تصرف الرئيس سعد الحريري، بسبب مجموعة مواقف عدة أطراف لبنانية، اعتبرتها معادية للسعودية.
وأوضح رئيس مركز الدراسات العربي الأوروبي أنه مع إقدام الحريري على قبول ترشيح عون وبالتالي انتخابه، رأت السعودية وبعض دول الخليج، أن تعيد فتح صفحة جديدة مع لبنان، فأوفدت سامر السبهان، وزير الدولة لشؤون الخليج، الذي التقى عدد من كبار المسؤولين اللبنانيين، ووعد وقتها بأنه في حالة نجاح عون، فإنه سيتم دعوته إلى زيارة السعودية، وهو ما تم بالفعل.
وتابع "باعتقادي أن الموفد القطري الموجود اليوم ببيروت، سيوجه دعوة رسمية إلى عون لزيارة قطر، بجانب الموفدين من جانب الكويت وإيران، بالإضافة إلى زيارة وزير الخارجية المصري الذي وجه له الدعوة لزيارة مصر، وهي كلها مؤشرات على عودة لبنان وإعادة احتضانه عربياً وإسلامياً، لمساعدته في الخروج من الأزمات التي تحيط بها، خاصة أن لبنان متأثر بالحروب المحيطة".
وعن تبدل الموقف السعودي، الذي كان رافضاً لانتخاب الرئيس ميشال عون كرئيس للبنان، قال شحادة، إن الأمر كان براجماتياً، فلمدة عامين ونصف ظل منصب رئيس الجمهورية في لبنان شاغراً، وبقي المرشح الوحيد المدعوم من حزب الله والقوات اللبنانية، كما أنه يمثل الأكثرية المسيحية في لبنان، ومن ثم حظي بدعم الحريري.
وأردف "لذلك كانت السعودية ودول الخليج أمام أحد خيارين، إما أن يظل الوضع متجمداً وتستمر الأزمة، أو القبول بعون للخروج من هذا الوضع، عسى أن يكون عون في موقع رئيس الجمهورية مختلفاً عن موقعه كرئيس للتيار الوطني الحر، أي أنه كرئيس لكل اللبنانيين سيكون مضطراً إلى أن يكون على الحياد، وتتغير مواقفه بشأن التحالفات والتكتلات في المنطقة".
من جانبه، قال مدير مركز الشرق الأوسط للدراسات السياسية والاستراتيجية بجدة اللواء أنور عشقي، إن المملكة العربية السعودية، طالما هنأت الرئيس اللبناني بنجاحه، وبعثت مستشار خادم الحرمين وأمير مكة، ليهنئه ويدعوه لزيارة السعودية، فإن هذا يعني أن المملكة مستعدة لإعادة العلاقات مع لبنان، لأن لبنان تضرر كثيرة من مقاطعة السعودية لها.
وأضاف، لـ"سبوتنيك"، أن كل الأطراف سيكون لها دور في العملية السياسية وإدارة لبنان، ولا شك أن الخلافات انتهت، ولكن إعادة بناء الثقة ستكون قائمة على أسس صحيحة وليست أسس قديمة، لأن السعودية ومجلس دول التعاون ترى أن هناك ضرورة أن يكون للجميع دور في لبنان، وأن يكون لبنان موحداً.
وأكد أنه في حالة زيارة الرئيس عون للسعودية، ستكون هناك اتفاقات لإعادة العلاقات، وكما قال الرئيس سعد الحريري، فإن القطيعة انتهت، ولن تعود مرة ثانية.
إعداد وتقديم: عماد طفيلي