في حقيقة الأمر القضية أبسط مما يمكن تصوره. فالشمالية كبقية الدول بما فيها الولايات المتحدة تعمل على تعزيز وسائلها الدفاعية. وأنا أعتقد أنه على كل دولة ينبغي أن تضمن أمنها مهما كلف الأمر وهذا أمر يقتضيه الأمن القومي، والشيء الوحيد الذي يمكن اعتباره استفزازا هو هستيريا الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية. وبالتالي نحن أمام صورة من صور الحرب الاعلامية التي تشنها واشنطن وسيئول.
القدرات العسكرية التي تمتلكها كوريا الشمالية يمكن بالفعل أن تلحق الضرر بواشنطن. فالولايات المتحدة تسودها حالة انقسام داخلي، وإن أي خسارة مهما كانت، ستثير هستيريا لا تقارن بالضرر الحاصل.
على الرغم من الجهود التي يبذلها الرئيس ترامب من أجل ألا تتحول الكلمات إلى أفعال، إلا إنه لا استبعد أن يورط ساسة الولايات المتحدة رئيسهم، الذي لا يريد الحرب ليس فقط مع كوريا الشمالية، بل ومع أي دولة غيرها.
خيار تخلي كوريا الشمالية عن برنامجها الصاروخي-النووي مقابل وقف كوريا الجنوبية والولايات المتحدة إجراء مناورات عسكرية مشتركة بالقرب من سواحلها، كان باعتقادي هو أفضل خيار للجميع.
ومن هنا يرى الخبراء العسكريون أن المشكلة الكورية لن تنتهي إلا بعد توحيد شطري البلاد. وهذه القضية تشبه إلى حد بعيد قضية عودة هونغ كونغ إلى الصين، التي أصبحت دولة واحدة بنظامين. ولا يعارض هذا الأمر سوى الولايات المتحدة، لأن تقسيم كوريا هو ذريعة للحفاظ على قواعدها العسكرية في المنطقة، التي تسيطر عمليا على معظم مناطق جنوب-شرق آسيا.
السلاح الروسي في الأسواق الدولية
بانكوك شهدت مراسم التوقيع على اتفاقية حكومية حول التعاون العسكري الفني بين روسيا وتايلاند.
الحديث يدور قبل كل شيء حول توريد الأسلحة الروسية إلى تايلاند المهتمة بشراء الطائرات والسفن الحربية والمروحيات والمدرعات والنظم المدفعية ووسائط الدفاع الجوي وكذلك مقاتلات "سو-30" وطائرات التدريب "ياك- 130" والطائرات البرمائية " بي-200".
غني عن البيان إن موسكو بذلت في السنوات الأخيرة جهودا كبيرة لتطوير التعاون العسكري الفني مع دول جنوب شرق آسيا ومن بينها تايلاند، التي بدأت بشكل حثيث في تنويع مصادر تسليحها بعد انتهاء الحرب الباردة وزيادة الإنفاق على الدفاع، مع الأخذ بعين الاعتبار أن جيش هذه الدولة مزود بأسلحة أمريكية وصينية ومن بعض الدول الأوروبية.
ففي عام 2009 ورّدت روسيا شحنة من بنادق آلية من طراز "كلاشينكوف" إلى تايلاند ونفذت في العام التالي عقد توريد 36 منظومة دفاع جوي محمولة من طراز إيغلا- إس.
بحلول عام 2015، حصلت تايلاند على خمس مروحيات روسية من طراز مي-17 لتحل محل طائرات الهليكوبتر الأمريكية القديمة "تشينوك". وفي أذار/مارس من العام الجاري وقعت تايلاند على عقد لشراء 4 مروحيات روسية من النوع ذاته.
من جانب آخر أكدت وزارة الدفاع الروسية أن سوريا وإسرائيل أبدتا في آن واحد اهتماما بشراء عربات "تيرميناتور" القتالية الروسية لدعم الدبابات.
وزارة الدفاع الروسية وقعت في إطار فعاليات منتدى "آرميا-2017" العسكري التقني عقدا مع شركة "أورال فاغون زافود"، وهي إحدى شركات الصناعات العسكرية، حول توريد دفعة من عربات "تيرميناتور" المجنزرة، التي تم تصنيعها قبل ذلك الحين من أجل تصديرها فقط.
من ميزات عربة تيرميناتور المخصصة لدعم الدبابات هي قدرتها على تدمير كل ما يتحرك في ميدان المعركة من مدرعات مجنزرة وغير مجنزرة، إضافة إلى القوى البشرية، بأسلحة التحكم عن بعد، حيث يستخدم أحد مدفعيها ذخائر خارقة للدروع، فيما يرمي الثاني ذخائر شديدة الانفجار والتشظي، وذلك بسرعة 11 طلقة في الثانية.
تدريبات "زاباد-2017" شفافة لكنها مرعبة
المتحدث باسم البنتاغون ذكر أن روسيا وبيلاروسيا قدمتا ضمانات تؤكد شفافية تدريبات "الغرب-2017" الاستراتيجية المشتركة، لكنه شكك في صحة البيانات الرسمية حول حجم العمليات.
التدريبات الاستراتيجية الغرب-2017 بدأت في 14 من شهر أيلول/سبتمبر على أراضي بيلاروسيا، وكذلك في ثلاثة ميادين عسكرية بروسيا، وهي مستمرة حتى العشرين من الشهر نفسه
عدد العسكريين المشاركين في التدريبات يبلغ 12700 فرد، منهم 10200 في الأراضي البيلاروسية (7 آلاف جندي بيلاروسي و3 آلاف جندي روسي)، إضافة إلى 370 دبابة وعربة مصفحة، و150 مدفعا وراجمة صواريخ، وأكثر من 40 طائرة ومروحية.
وخلال هذه المناورات الروسية البيلاروسية الاستراتيجية اختبرت وزارة الدفاع الروسية، دبابةT-72BZ ، التي أثارت قلق الخبراء العسكريين في الغرب والناتو. وذكرت الوزارة على موقعها الرسمي، أن طواقم الدبابات تتدرب خلال المناورات على تنفيذ التحركات العسكرية وقطع المسافات الطويلة عبر المستنقعات والغابات، وتتدرب على إطلاق النار بالذخيرة الحية في مختلف الأوقات.
