وقد قال لإذاعتنا الدبلوماسي الروسي السابق فياتشسلاف موتوزوف حول ما تقدم:
"لا شك أن الحملة الإعلامية ضد قطر هو انشقاق مفاجئ في صفوف العرب، وهذا جاء بعد لقاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع أكثر من خمسين زعيم دولة إسلامية وعربية، وهنا نتساءل لماذا نحن نشاهد هذه الاتهامات لقطر في تورطه بتمويل القوى الإرهابية والاخوان المسلمين وغيرهم، لأنه كان واضحا منذ البداية أن الدور الذي كانت تلعبه قطر، بدون أي شك دور سلبي ليس على الصعيد العربي فحسب بل وعلى الصعيد الدولي كذلك، وقطر كانت تلعب دور الممول، لكن الدور القيادي لكل هذه الاتصالات ودعم القوى الإرهابية هي من خلال طريق قطر، وأعتقد أن من يقف خلف قطر في برمجة وتمويل الإرهاب هو جهاز الاستخبارات المركزية الأمريكية والذي كان على صلة دائمة مع الاخوان المسلمين، وظهور الاخوان المسلمين في الشرق الأوسط يعود إلى ثلاثينيات القرن الماضين وفي الثمانينيات كانت الولايات المتحدة تقود الاخوان المسلمين، ومثال على ذلك أن الاخوان المسلمين في الأردن كانوا تحت رعاية الاستخبارات الأمريكية مباشرة"
وتابع موتوزوف أن قطر اليوم وجد نفسه في مأزق كما السعودية سابقا حين كانت تمول القوة المعادية للاتحاد السوفييتي، وبطلب من أمريكا أنشأوا القاعدة وزعيمها أسامة بن لادن، وقطر لم يتعلم الدوروس من الأخطاء السعودية أثناء الحرب في أفغانستان ضد السوفييت.
الولايات المتحدة لا تخسر أي شيء من التغيرات في قطر لأن قطر لا تملك قوات مسلحة وليس لديها جيش، والجيش الوحيد فيها هو الجيش الأمريكي، في أكبر قاعدتين عسكريتين في قطر بالإضافة إلى قاعدة بحرية في البحرين.
موتوزوف: "قطر ضحية السياسة الخارجية القطرية"
فيما قال المحلل السياسي عبد المسيح الشامي:
"لا يمكن الحديث عن نية جدية في محاربة الإرهاب عندما يكون الذي يدعي هذه الحرب هي الولايات المتحدة والسعودية، ويجب أن نتذكر أن أمريكا هي صانعة الإرهاب أولا، وكل هذه المجموعات الإرهابية كالاخوان المسلمين صنعت على يد الإنكليز وورثها فيما بعد الأمريكان، بالإضافة اليوم إلى أن كل هذه التنظيمات الإرهابية الإسلامية هي صناعة أمريكية في أفغانستان والعراق والصومال وفي دول أخرى، لذلك لا يمكن الوثوق بزوبعة الولايات المتحدة أن هناك حرب على الإرهاب، وكل القضية ربما تكون تسوية حسابات بين السعودية وقطر وتنافس على الزعامة، ولكن أرجح أن خلف هذه القضية مخطط أكبر بكثير مما يظهر اليوم من خلاف، روبما يكون للقضية تبعات على كل ملفات المنطقة".
نحن نعرف أن هناك على الأراضي السورية مجموعات مسلحة تدعمها قطر وأخرى تدعمها السعودية وكلها تقاتل الجيش السوري، فكيف تنعكس الأزمة الخليجية على ما يحصل في سوريا؟
أجاب الأستاذ عبد المسيح الشامي: "في الحقيقة هذا السؤال يلامس لب هذه الأكذوبة، فكيف يستوي اليوم من يعترض على موقف قطر بدعمه للإرهاب ولا يذكر أي شيء من هذا الدور الكارثي لقطر في سوريا، ولو شاهدنا البروبوغاندا السعودية والأمريكية والإماراتية لا يتم ذكر دور قطر أبدا في سوريا، إذاً هنا نتساءل كيف يحاربون الإرهاب وأين سيحاربونه".
فيما قال السيد موتوزوف حول إذا ما كان هدف الأزمة القطرية الخليجية هو استهداف ايران:
"إن لقاء الرئيس دونالد ترامب مع زعماء الخليجيين كان يصب في تحذير الدول الخليجية من خطورة ايران، والولايات المتحدة ودونالد ترامب يشجعون الدول العربية لمواجهة إيران، من أجل أن يساعدوا بتقوية حلف شمال الأطلسي في الشرق الأوسط، والمشروع الأمريكي أوسع بكثير من منطقة الخليج والشرق الأوسط، ولا شك أن إيران على طريق الاستهداف من خلال المشروع الأمريكي في الشرق الأوسط".
وأضاف موتوزوف أن هدف المشروع الأمريكي هو تدمير كل دول الخليج والدول العربية وشمال افريقيا، وهذا هو مشروع كونداليزا رايس في بناء الشرق الأوسط الجديد والكبير وتغيير الحدود بين دول الشرق الأوسط، وإنشاء دول جديدة، وكل ذلك يؤدي إلى وقوع كارثة في جميع الدول، وروسيا ليست بحاجة لهكذا تغيرات، وهي مع الاستقرار ومع الأمن القومي للدول العربية ودول المنطقة.
بعد أن قطع عدد من الدول العربية والخليجية علاقاتها الدبلوماسية مع قطر بحجة أن الأخيرة تدعم الإرهاب، بادر الرئيس الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى الوساطة بين قطر وباقي دول الخليج من أجل المصالحة، وعودة العلاقات إلى ما كانت عليه قبل الأزمة، فيا ترى ما ثمن هذه الوساطة الأمريكية؟
حيث تحدث ترامب إلى أمير قطر وعرض الوساطة في الأزمة القطرية،
واضاف في بيان ان "الرئيس عرض مساعدة الاطراف في حل خلافاتهم بما في ذلك من خلال لقاء يعقد في البيت الابيض إذا دعت الضرورة".
وتأتي مكالمة ترامب مع أمير قطر فيما تواجه الدوحة حصارا اقتصاديا ودبلوماسيا من عدد من الدول العربية على رأسها السعودية والامارات التي تتهم قطر بدعم الارهاب.
وكان ترامب كتب تغريدات أوحت بدعمه للحصار الذي فرضته تلك الدول على قطر التي ينتشر فيها عشرة آلاف جندي أميركي.
ولكن أحد شروط المملكة السعودية على قطر هو قطع العلاقات مع ايران، ومن هنا تظهر حقيقة الأزمة القطرية الخليجية، فهي ليست بسبب أن قطر تدعم الإرهاب بل السبب الرئيسي هو من أجل إعادة تموضع الولايات المتحدة عسكريا في المنطقة وابتزاز قطر وبعض الدول الخليجية ومحاصرة ايران، والضغط على روسيا من خلال ذلك في سوريا.
إعداد وتقديم: نزار بوش