قال أستاذ الإعلام والعلوم السياسية في جامعة القدس أحمد رفيق عوض، في حديثه لـ"سبوتينك"، إن انتخاب يحي السنوار رئيسا للمكتب السياسي لحركة حماس في قطاع غزة، يعني أن التيار المتشدد في حركة حماس يفوز، ويعني أن الجناح العسكري في الحركة يريد أن يستحوذ على القرار السياسي أيضا، وواضح من هذا الاختيار أن غزة تختار نفسها ولا تترك الخيار لـ"حماس" بالخارج، بمعنى العودة إلى الميدان. المسألة الأخرى والأكثر أهمية أن هذا التيار المتشدد قد يبعث رسائل متشددة أيضا للأطراف ذات العلاقة وهي إسرائيل والسلطة الفلسطينية وكذلك التحالفات القديمة، لذلك هذا الانتخاب ربما يأخذ حركة حماس إلى منعطف آخر، بمعنى أن تتخلى عن المرونة والتكيف وتعود للشعارات الكبيرة القديمة لأنه من المعروف أن السنوار رجل متشدد وقضى سنوات طويلة في السجن ورجل قيادي في الحركة.
وأشار رفيق إلى أن حركة حماس بهذا الانتخاب لن تشهد تغييرات جذرية في سياساتها، ولكن السنوار رجل له رؤية وكان له دور حتى وهو داخل السجن ومسؤول عسكري وأمني ودائما القائد له بصمة، وهو ما أشار إليه أبو مرزوق القيادي في الحركة لأن هذه الحركة بها مؤسسات وتفلتر قراراتها وتدرسها ولذلك التغيرات ستكون قليلة وذات أثر.
وأكد رفيق أن باختيار السنوار قائدا لحركة حماس في الداخل، وهناك قيادات أخرى بالخارج سيحدث تقاسم للمسؤوليات بين الداخل والخارج، وهو ما يمكن أن يؤثر على العلاقات مع الإدارة الأمريكية، فحماس تود أن تدخل إلى الشرعية الفلسطينية وتشارك في القرار الفلسطيني، ولم تكن لها دائما علاقات قوية مع الإدارات الامريكية بعكس علاقتها مع الاتحاد الأوروبي لأن من يتحكم في العلاقة بين حماس وأمريكا هو الوسيط الإسرائيلي.
واشار رفيق إلى اهتمام وسائل الإعلام الإسرائيلي باختيار السنوار على مدى يومين، لدرجة ان أخبار انتخابات حركة حماس غطت على أخبار زيارة نتنياهو لواشنطن والدوائر السياسية والأمنية الإسرائيلية منشغلة جدا بهذا الخبر، مما قد يعني تخوف إسرائيل من انتخاب السنوار الذي يعتبروه متشددا، وهو ما قد ينذر أن إسرائيل قد تلجأ إلى ضربات استباقية.
في حين ذهب رئيس اللجنة السياسية في المجلس التشريعي الفلسطيني دكتور عبدالله عبدالله إلى أن السيد يحي السنوار هو مناضل فلسطيني ومن الملتزمين بقضية شعبه الفلسطيني وبالنضال من أجل إنهاء الاحتلال الإسرائيلي، وهذا شان داخلي في حركة حماس يختارون من يروه مناسبا لهذه المرحلة.
وقال عبدالله إن الحكومة الإسرائيلية ليست هي من تقدر مصير الشعب الفلسطيني وقضيته، وما حدث هو إفراز للديمقراطية التي تجري في جميع انحاء العالم وجاءت بالسنوار رئيسا للمكتب السياسي لحركة حماس في قطاع غزة بالانتخابات كما جاء الرئيس الأمريكي أيضا بالانتخاب.
إعداد وتقديم: يوسف عابدين