وسط قلق بالغ من تزايد أعداد القتلى المدنيين في معارك الموصل الذي وصل عددهم حتى اليوم، حسب آخر الإحصاءات، إلى أكثر من 500 قتيلا بينهم حوالي 200 طفل ووسط تبادل الاتهامات منذ وقوعها بين كافة الأطراف المشاركة في القصف الجوي على المدينة ووسط شهادات الأهالي التي تفضح ما حدث وما يحدث تأتي الولايات المتحدة الأمريكية قائدة التحالف الدولي في العراق لتعترف عبر قائد حملتها الدولية ضد "داعش" في سوريا والعراق، الجنرال ستيفن تاونسند، بتورط التحالف الدولي في حادث مقتل المدنيين غرب الموصل يوم 17 مارس/ آذار الجاري من هنا كان محور حلقة اليوم من برنامج "البعد الآخر" حول هذا الاعتراف وتداعياته حيث قال ضيف الحلقة من بغداد السيد عبد الرحيم الشمري رئيس اللجنة الحقوقية بالبرلمان العراقي في حديثه لـ"سبوتنيك" إن هذه ليست الحالة الأولى فمنذ ثلاثة أشهر قام التحالف بقصف عزاء فيه عدد من المدنيين، وإلى حد ما هم لا يعترفون صراحة بتورطهم في هذا وأن القوات العراقية هي من قالت لهم إن هذا المكان فيه "دواعش" ومن المفترض أن لدى التحالف الأمريكي أقمارا صناعية يستطيعون بها تحديد الأماكن التي بها عوائل ومن هنا فمبرراتهم غير صحيحة.
وعن التحقيق الذي يتم الحديث عنه حول هذا الحادث قال الشمري إن هناك جهات عدة ستقوم بفتح تحقيق فيه كالتحالف الدولي والحكومة العراقية والبرلمان العراقي عبر تشكيل لجنة تقصي حقائق للوقوف على حقيقة الوضع وذلك لكثرة الروايات حول أسباب وقوع تلك المجزرة.
وحول نية الرئيس العراقي في استمرار عملية تحرير الموصل رغم وقوع هذه الكارثة قال الشمري إن هناك أصوات عراقية كانت تطالب بإيقاف معركة الموصل عقب هذه الكارثة ولكن الرئيس يرى أنه يجب الاستمرار في المعركة لتحرير الموصل من تنظيم داعش الإرهابي.
وأعرب الشمري عن أمله بأن يكون هناك دقة في استهداف التنظيم الإرهابي في المرات القادمة من قبل قوات التحالف ومن الممكن أن يتوقف القصف الجوي وتقوم القوات العراقية الأرضية بالتعامل من دون مشاركة الطيران الحربي.
ومن جانبه قال رئيس مجلس حكماء العراق للعدالة الانتقالية خالد ناجي السامرائي والمتواجد بالموصل في حديثه لـ"سبوتنيك" حول هذا الموضوع إن الولايات المتحدة إذا كانت دخلت العراق ودمرته عن بكرة أبيه في 2003 خارج سياق الشرعية الدولية ومجلس الأمن ولم يحاسبها أحد فمن يحاسبها الآن، ومن المفترض أن لا تمر هذه المجزرة مرور الكرام رغم اختلاف الروايات حول السبب الحقيقي في هذه الكارثة التي حصلت في الموصل ويجب أن يكون هناك احترام للدم العراقي والعربي والمسلم.
وعن تصريح الأمم المتحدة حول هذه المجزرة قال السامرائي إنه من الواضح الاستهانة بالدم العراقي فكيف تتحدث الامم المتحدة عن إعادة التكتيك القتالي في العراق من أجل خفض أعداد الضحايا وليس وقف قتل المدنيين، كما أن الموصل بجانب المدنيين تضم بين جنباتها تراثا تاريخيا يعود لآلاف السنين يجب أيضا الحفاظ عليه.
وأكد السامرائي أنه لا توجد استراتيجية أمريكية واضحة في حربها ضد تنظيم "داعش" الإرهابي في العراق، وإن كانت التصريحات الصادرة من ترامب إيجابية فيجب أن نتحدث عن فكرة تجفيف منابع الإرهاب في العراق وليس القتال فقط.
إعداد وتقديم: يوسف عابدين