علاقات قوية في مجالات عدة تربط بين موسكو والرياض، فروسيا بثقلها في العالم وبما تملك من أدوات تجعلها نقطة ارتكاز في كل قضايا العالم بصفة عامة وقضايا منطقة الشرق الأوسط بصفة خاصة حتى وإن بدا الاختلاف واضحا في بعض النقاط
وأردف آل زلفى قائلا إن بعد التطورات الأخيرة في المنطقة بعد تغيير الإدارة الأمريكية والتي يعتقد أن بينها وبين الرئيس بوتين شيئا من التناغم في بعض القضايا وخاصة القضية السورية فإذا التقت وجهات النظر الأمريكية والروسية في البحث عن حل سيكون هناك حل لأنه ليس من مصلحة أحد إبقاء الوضع على ما هو عليه ومن هنا كانت الزيارة الروسية للسعودية باعتبار دورها الفعال بقوة في المنطقة وخاصة تقريب وجهات النظر بين أمريكا وروسيا.
وأشار آل زلفة إلى إمكانية قبول السعودية للمشاركة في محادثات أستانا إذا طلب منها ذلك ولكن بشرط أن يكون لها رأيها في هذه المحادثات بأن يكون الحديث حول مصير الرئيس السوري بشار الأسد كمخرج للأزمة بالبحث عن بديل له وأن يتولى الشعب السوري أمره بنفسه والقضاء على التنظيمات الإرهابية والميليشيات المتشددة.
وأكد آل زلفة أن هناك اتفاقيات وقعت بين موسكو والرياض أثناء زيارة الأمير محمد بن سلمان وزير الدفاع وولي ولي العهد السعودي تشمل الاستعانة بالخبرة الروسية في إنشاء مفاعلات لتوليد الطاقة وهي مهمة جدا في مجالات أخرى كتصنيع السلاح والسعودية تسعى أن لا تضع البيض كله في سلة واحدة.
ومن جانبه قال المحلل السياسي الروسي أندري أونتيكوف في حديثه حول هذه الزيارة إن الوقت الآن يحتاج إلى تعميق الروابط الروسية السعودية، فالسعودية تلعب دورا هاما فيما يخص الأزمة السورية واليمنية رغم الاختلاف بين الطرفين حول مصير الرئيس السوري بشار الأسد ولكن هناك مجالات تعاون مشتركة كثيرة على المستوى السياسي والاقتصادي فهذه الزيارة جاءت لتوضيح مواقف الطرفين لبعضهما حول هذه الازمات خلال الفترة القادمة.
وأشار أونتيكوف إلى أنه يجب عند بحث حل الأزمة السورية سياسيا نحتاج إلى مشاركة السعودية في ذلك إشارة إلى محادثات أستانا لأن هذا سيؤدي إلى تفاهم كل الأطراف المشاركين في الأزمة واستبعاد السعودية من الحوار السياسي غير مقبول حتى وإن عارضت إيران ذلك حسب قوله.
وأشار أونتيكوف إلى ضرورة الالتزام بالمرجعيات الدولية وقرار مجلس الأمن الدولي في هذا السياق ولا نقف عند الحديث فقط على رحيل الرئيس السوري بشار الأسد من عدمه ونحتاج عدم التدخل غير الشرعي في الأزمة السورية مثل ما قامت به الولايات المتحدة من ضرب قاعدة الشعيرات السورية قبل أيام بطريقة أحادية الجانب، وروسيا بذلت جهودا كبيرة في حل الازمة السورية ولكن هذه الضربة الأمريكية أفسدت الكثير من التقدم في المسار السياسي وأحدثت حالة من الفوضى في سوريا.
وأكد أونتيكوف أنه رغم كل الخلافات في النقاط السياسية بين موسكو والرياض إلا أن التعاون في مجالات الاقتصاد والسياحة والطاقة مستمر كما يستمر الحوار السياسي بين الطرفين للوصول إلى حل لأزمات المنطقة إلا أنه حسب قوله فإن التنسيق بين روسيا والسعودية في مجال مكافحة الإرهاب غير كاف ويجب أن يتم العمل على تكثيف هذا التنسيق.
إعداد وتقديم: يوسف عابدين