بيد أن التفاؤل الذي سبق بدء جلسات التفاوض خرقه قصف مدفعي سعودي عنيف على مناطق متفرقة في اليمن، لا سيما على مديرية ميدي الحدودية بحجة شمال غرب اليمن بعد وقت قصير من غارات شنتها طائرات التحالف السعودي على ميناء ميدي الساحلي في محافظة حجة غرب البلاد.
رغم ذلك أعلنت الأطراف المتحاربة في اليمن أنها توصلت إلى اتفاق على تبادل مئات السجناء من خلال وساطة قبائل، لكن الآمال تبقى على تحقيق تسوية شاملة ودائمة تبدأ بوقف إطلاق النار وتنتهي بإنجاز توافق ينهي الحرب التي بدأها التحالف السعودي على اليمن منذ نحو 9 أشهر.
ويتزامن الحراك الدبلوماسي بخصوص اليمن مع قيام السعودية بالإعلان عن تدشين أكبر تحالف عسكري إسلامى من نوعه، لمحاربة "الإرهاب" في الشرق الأوسط والعالم، بمشاركة ٣٥ دولة عربية وإسلامية في مقدمتها مصر، على أن يكون مركز تنسيق العمليات المشتركة في العاصمة الرياض.
خطوة مفاجأة ومثيرة للجدل رأى فيها البعض تخبطاً سعودياً ومواصلة الرياض لسياسة الهروب إلى الأمام، التي تعيشها منذ شهور جراء فشلها في فرض حقائق سياسية وميدانية في اليمن، وهو ما يقودها — بحسب بعض المراقبين- إلى خيارات لا تبدو متجانسة مع الوقائع الخاصة في بلد أبدى وما يزال مقاومة شرسة، عسكرية وسياسية لخطط الرياض وحلفاؤها.
إعداد وتقديم: فهيم الصوراني