تناقش الحلقة مستقبل الأزمة في اليمن بعد إسدال الستار على مشوار مشاورات السلام اليمنية — اليمنية في الكويت ٬ ببيان صحافي تلاه المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ٬ وسط حالة من المفاجأة والارتباك في الشارع اليمني، بعد أن كانت هذه المشارات أخر فرصة لتحقيق تسوية سياسية للحرب المستمرة في البلاد منذ أكثر من عام ولكنها فشلت مع ذلك في التوصل إلى اتفاق أو الخروج بأي نتائج.
وكما كان متوقعاً فقد تبادل أطراف الحوار اليمني الاتهمات بخصوص المسؤولية عن فشل مباحثات الكويت،
وذلك بعد أسبوع واحد تقريباً على الاتفاق بين حركة أنصار الله والمؤتمر الشعبي وحلفائهما على تشكيل مجلس سياسي أعلى لإدارة شؤون البلاد.
ويجمع مراقبون على أن المعضلة الأكبر التي واجهت المتحاورين في الكويت، كانت انعدام الثقة بين الأطراف٬ ورفض تقديم التنازلات المتبادلة والتقدم خطوة نحو الآخر٬ لكي يقابلها الآخر بخطوة مماثلة، في حين لم يقم هؤلاء بتنفيذ سلسلة إجراءات بناء الثقة ـ رغم النجاح جزئياً في الإفراج عن بعض الأسرى والمعتقلين٬ والامتناع عن اتخاذ الإجراءات الأحادية.
إذا أصبح واضحاً أن الأزمة اليمنية دخلت منعطفاً جديداً، بعد نهاية أطول مشاورات سياسية يمنية رعتها الأمم المتحدة لما يزيد عن ثلاثة أشهر، فيما شكل الإعلان عن تأسيس المجلس السياسي ما يشبه "رصاصة الرحمة" على مشاورات الكويت، التي لم تؤد حتى لتحقيق هدنة إنسانية يتم من خلالها التخفيف من معاناة اليمنيين الذين أصبحوا بين نيران هجمات التحالف السعودي والمأساة الإنسانية بجوانبها الحياتية والصحية والغذائية والطبية.
إعداد وتقديم: فهيم الصوراني