إعداد وتقديم: فهيم الصوراني
تناقش الحلقة التغيرات المحتملة في علاقات حركة "حماس" الإقليمية ولا سيما بعد تصريحات القيادي في الحركة محمود الزهار، التي أكد فيها على «ضرورة استعادة حماس لعلاقاتها مع كل الدول التي ضربها الطوفان في العالم العربي بما فيها سورية، التي تمّ تدميرها مع دول عربية أخرى — حسب وصفه.
الزهار أشار إلى أن إعادة هذه العلاقات سترجئ إلى «حين تستعيد هذه الدول توازنها واستقرارها، للاستفادة منها دعماً لبرنامج المقاومة»، بعدما شدد على أن القيادة الجديدة للحركة تحمل رؤية مختلفة للمشهد في المنطقة والعلاقات مع الدول المجاورة.
وقد توترت العلاقات بين الطرفين في عام 2011 بعد بدء الأحداث في سوريا والتي عقبها مغادرة قيادات "حماس" للعاصمة دمشق تبعه مواقف مؤيدة للحراك في سوريا ومناهض في نفس الوقت للقيادة السورية التي كانت قد احتضنت قادة الحركة لسنوات في وقت كانت عواصم عربية عدة ترفض وجود قيادات هذه الحركة فيها.
ويرى مراقبون أن "حماس" وقعت في خطأ استراتيجي، فحلفاؤها في الدوحة وأنقرة — العضو في الحلف الأطلسي، تجمعهم علاقات وثيقة بصورة مباشرة أو غير مباشرة عبر الوسيط الأمريكي مع إسرائيل، وهو الأمر الذي أثر سلباً على الصورة النمطية لجماس كحركة مقاومة ، الشيء الذي أدى —وفق المراقبين- الى إنقسام داخل الحركة- سياسي يؤيد التوجه باتجاه قطر وتركيا، وعسكري- يؤيد الحفاظ على علاقات وثيقة مع طهران وسوريا كمصدر للحفاظ على القوة العسكرية للحركة.
في هذا السياق يرى الباحث والمحلل السياسي طالب إبراهيم أن ثمة تغير أو ما يشبه الثورة داخل حركة حماس إتغكس في نباين مواقف قيادات الحركة، بما فيها موقف الجناح العسكري الذي لم يكن يوافق موقف القيادة السياسية فيما يتعلق بالأزمة في سوريا، لكن لم تكن هناك رغبة في إظهار هذا التباين للعلن.
وفي حديث له عبر برنامج "بانوراما" إعتبر أن خالد مشعل وإسماعيل هنية تفردا بالقرار داخل الحركة، فيما بقي الجناح العسكري مؤيداً لسوريا وإيران وحزب الله. وأضاف بأن الظروف نضجت سواءاً من جهة الوضع الميداني في سوريا ودخول الدعم السوري لدمشق على خط التوازنات، فضلاً عن التغيرات الأقليمية لا سيما في موقف مصر الذي اصبحث أكثر قرباً للموقف الروسي لجهة الحل السياسي للأزمة هناك.
وفيما إذا كانت سوريا مستعدة للتجاوب مع التصريخات التصالحية لحماس أعرب طالب عن إعتقاده بأن القيادة السورية منفتحة على العملية التصالحية على المستويين الداخلي والأقليمي ولم تكن عندها مشكلة مع أطراف في محور المقاومة بل أشخاص "باعوا ضمائرهم" مقابل أموال.
ورأى أن ثمة حركة تصحيحية تدور الأن داخل حماس فيما يتعلق بإعادة التموضع والتقارب مع دمشق، مرجحاً أن يكون هناك تجاوباً سورياً مع هذا الحراك.
وفيما يخص العلاقة مع تركيا على ضوء إحتمال التقارب مع دمشق مجدداً قال طالب أن حماس قد تكون إكتشفت أن تركيا أخذت مواقف عدائية لحركة المقاومة الفلسطينية بحكم علاقة أنقرة مع إسرائيل، مضيفاً أن حماس لم تجني شيئاً يذكر عبر تحالفها مع تركيا بل تضررت علاقاتها مع محور المقاومة في المنطقة ـ رغم أنه خلال المواجهة الأخيرة مع إسرائيل فإنها لم تجد مؤيداً لها في هذه الحرب سوى سوريا وإيران.
أما الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني إبراهم المدهون وفي مداخلة عبر "بانوراما" فرأى أن علاقة حماس مع سوريا لها إمتداد تاريخي،وقبل الأزمة كان هناك تحالفية حقيقة بين الطرفينـ إلا أن "الهزة" التي ضربت المنطقة أثرت ليس فقط على العلاقة بين حماس ودمشق بل وعلى مجمل العلاقات الإقليمية.
واشار المدهون إلى انه " بعد التدخل الروسي وبدء ترتيب الأوراق في المنطقة فأن الأمور بدأت تهداً ويخف التوتر، لذا لن تجد خماس أي عوائق أمام إعادة العلاقات مع الدول التي تأثرت علاقاتها معها بفعل "الربيع العربي".
واضاف أن إختيار يحيى السنوار كرئيس للمكتب السياسي للحركة يمكن إعتباره إضافة نوعية يمكن إستثمارها من القوى الدولية والاقليمية، لأنه قادر مع الثيادة الحمساوية بفرض حقائق جديدة يمكن البناء عليها".
