تناقش الحلقة التظاهرات التي شهدها وسط العاصمة العراقية بغداد، تلبية لدعوة زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، للمطالبة بالإصلاح وتغيير قانون الانتخابات، والأسباب التي منعت من تحقيق هذه المطالب ضمن مؤسسات الدولة ما دفع التيار إلى استخدام إسلوب التظاهرف بالشوارع للضغط على المعنيين بهذا الملف.
وكان الصدر قد دعا في كلمة أمام المتظاهرين إلى تعديل قانون الانتخابات وتغيير أعضاء مفوضية الانتخابات بآخرين مستقلين، وهدد بمقاطعة الانتخابات المقبلة في حال عدم تحقيق ذلك.
وتأتي مظاهرة اليوم ضمن سلسلة مظاهرات دعا إليها التيار الصدر لتعديل قانون الانتخابات وتغيير أعضاء المفوضية قبل أشهر من الانتخابات المحلية المزمعة في نهاية العام الحالي والتشريعية المقررة في النصف الأول من العام المقبل، في حين كان البرلمان العراقي قد شكل لجنة لاختيار أعضاء جدد لإدارة مفوضية الانتخابات إلا أنه لم يختر أيا منهم حتى الآن.
وتعلقياً على هذه الموضوع قال النائب في البرلمان العراقي، أن قضية الإصلاح في العراق تحتاج إلى جلسة متواصلة تحت قبة االبرلمان، ونقاش مستفيض بين كل الأطراف للوصول إلى تحديد مكامن الخلل والفساد ومن هو المفسد، لأن عدم تشخيص قضية الفساد ستبقيها عائمة ومعالجتمها ستكون مشوهة.
وأضاف الطرفي في حوار عبر برنامج "بانوراما" أن العراق يقترب من القضاء على "داعش" ما سيمهد الطريق أمام البناء والإصلاح ومحاربة الفساد لأنه لا يمكن أن تكون إصلاحات فيما البلد مهدد، وهو الشيء الذي يجمع عليه العراقيين، لأنه سيفتح الباب أمام الاستقرار والأمن والاستثمار في العراق، وسن القوانين التي ستضرب بيد من حديد على أيادي المفسدين".
من جانبه اعتبر خالد عبد الله — أستاذ العلوم السياسية في جامعة بغداد أن "دلة الإرهاب ودلة الفساد كلاهما واحد لأن الفساد هو من أدى إلى انكسار الجيش العراقي في حزيران عام 2014 وتمدد تنظيم "داعش" وسيطرته على الموصل ومناطق أخرى في العراق".
وفي مداخلة له عبر نفس الحلقة أكد عبد الله أن أسباب الفساد السياسي "تكمن في المحاصصة السياسية عندما ارتضت الكتل السياسية لنفسها أن تتقاسم السلطة وتوقف عملية بناء الدولة". وتابع "أن العراق الآن بات في المرحلة النهائية من القضاء على تنظيم "داعش" ما يعني ضرورة أن تكون هناك عملية توقيت للرؤى السياسية في إطار هذه المرحلة للقضاء على تنظيم "داعش" ومن ثم التفرغ لمحاربة المفسدين".
ولفت إلى أن "الجميع في العراق يحاول الآن صياغة معادلات جديدة في إطار المشهد السياسي العراقي، لكن إرباك الشارع وفق دعايات غير صحيحة وتصريحات متشنجة لا يساعد في توحيد الجهود السياسية والعسكرية في إطار معركة القضاء على "داعش" في العراق".
تفاصيل الحوار في الملف الصوتي
إعداد وتقديم: فهيم الصوراني
