وكأن اليمن لا تكفيه ويلات الحرب ليطل وباء الكوليرا من أوسع أبواب الدمار، والذي أتت به الحرب التي لا تهدأ منذ بدايتها قبل نحو عامين، وتحصد بلا هوادة أرواح المدنيين، وسط تدهور حاد في الخدمات الصحية.
وفيما يواصل شبح المجاعة تهديد ملايين اليمنيين خلال العام الجاري وفقا للأمم المتحدة، كانت مجموعة من الأمراض، وعلى رأسها الكوليرا، هي من تهاجم للمرة الثانية خلال الحرب، وللمناسبة، بعد عقود من إعلان السلطات الصحية خلو البلد منها.
وتشهد أكثر من نصف المحافظات اليمنية، موجة ثانية من انتشار مرض الكوليرا، بعد انحسار الموجة الأولى التي استمرت منذ أواخر أيلول/ سبتمبر وحتى شباط/ فبراير الماضي، لكن الموجة الثانية كما يحذر خبراء ستكون أشد فتكاً..
وكانت العاصمة صنعاء قد شهدت يوم 27 نيسان/ أبريل الماضي، أول حالات الإصابة بالكوليرا والإسهالات المائية الحادة، وسرعان ما انتشر المرض في عدد من مديريات العاصمة، ليقفز خلال أيام إلى عدد من المحافظات اليمنية.
وناشد العرجلي في مقابلة عبر برنامج "بانوراما" شعوب العالم "أن تقف إلى جانب الشعب اليمني والتدخل الفوري لفك الحصار المفروض على اليمن وفك الحصار لإدخال الأدوية وإنقاذ المواطنين، وكذلك المنظمات الدولية للعمل بشكل جدي ووقف المزايدات وإعطاء الوعود الفارغة".
وأضاف أن "وزارة الصحة اليمنية تواصلت مع المنظمات العربية المعنية لكنها لم تجد نفعاً ولم يستجيبوا أو يقدموا أي شيء".
ودعى العرجلي "الشعوب العربية إلى التحرك لإجبار حكوماتها على التحرك الفوري لوقف الكارثة المتواصلة في البلاد لأكثر من عامين، مع تعرض اليمن للقتل والتدمير الممنهج والحصار، ومن لم يقتل بالأسلحة المحرمة، يقتل بالوباء، ومن لم يمت بالوباء يموت بسبب الجوع أو سوء التغذية".
إعداد وتقديم: فهيم الصوراني