يأتي ذلك فيما أعلن ماكرون عن أنه سيقوم بزيارة إلى منطقة الشرق الأوسط الربيع المقبل، في جولة تشمل الأراضي الفلسطينية للمساعدة في دفع عملية السلام بالمنطقة ودعم حل الدولتين.
وكان ماكرون قد شدد في خطابه على أن محاربة الإرهاب يجب أن تكون من أولوية السياسة الخارجية الفرنسية، مؤكدا أن "ضمان أمن مواطنينا يجعل من مكافحة الإرهاب أولى أولوياتنا".
وقال إن "اجتثاث الإرهاب يجب أن يتم من خلال القضاء على مصادر تمويله"، معلنا عن تنظيم مؤتمر حول تمويل الإرهاب مطلع 2018 في باريس.
كما أعلن عن تنظيم قمة دولية في الـ12 من كانون الأول/ ديسمبر المقبل للاطلاع على التقدم المحرز في إطار اتفاق باريس حول المناخ "وحشد التمويلات اللازمة" لتنفيذه.
وأكد الرئيس الفرنسي أنه سيدعو أمام الأمم المتحدة في نهاية أيلول/ سبتمبر المقبل إلى تبني ميثاق عالمي حول البيئة.
وعن الملف الإيراني، أكد ماكرون تمسك فرنسا بالاتفاق النووي الإيراني داعيا إلى تكوين "علاقة بناءة مع طهران".
وفيما يخص الأزمة السورية، قال ماكرون إن مجموعة اتصال جديدة بشأن سورية ستعقد اجتماعا في الأمم المتحدة خلال الشهر المقبل.
ويهدف اجتماع باريس، "إلى إعادة تأكيد دعم أوروبا لتشاد والنيجر وليبيا في التحكم بتدفق المهاجرين"، كما ذكرت الرئاسة الفرنسية.
ويرى مراقبون أن ماكرون يتابع استدارته عن نهج سلفه فرنسوا هولاند حيال المنطقة، الذي فضل الاصطفاف خلف السعودية والولايات المتحدة في مواجهة إيران، وتركيا وروسيا. ولأول مرة يصدر عن رئيس فرنسي في العقدين الماضيين تأكيد علني أن بلاده تريد انتهاج سياسة حياد ما بين الرياض وطهران.
واستغل ماكرون المؤتمر السنوي للسفراء الفرنسيين في قصر الإليزيه، ليكون منبراً لإطلاق أول خطاب متكامل له في السياسة الدولية وعدد من المبادرات حيال سورية والإرهاب وفلسطين، كاشفاً من خلالها عن التغيير الذي أدخله على السياسة الفرنسية، إذ اعتبر أن لدى فرنسا هدفاً مشتركاً مع إيران وتركيا وروسيا يتمثل في "دحر داعش، ووضع خط أحمر حول استخدام السلاح الكيميائي، وتأمين المساعدات للمناطق المحاصرة" في سورية، مشيراً بذلك إلى المناطق التي يوجد بها مسلحون مدعومون من الغرب.
تفاصيل الحوار في الملف الصوتي
إعداد وتقديم: فهيم الصوراني