يقول الدكتور عبد الحكيم خسرو:
إن تحركات الحزبين الكرديين الديمقراطي والاتحاد هي تحركات كبيرة جداً، بدأت بعدة خطوات، واتفقوا على مسألة الاستفتاء وعلى مسألة التفاوض مع بغداد وتشكيل لجنة عليا للتفاوض مع بغداد، وهذا الأمر دفع ببعض التيارات للوقوف بالضد من هذا التقارب بين الحزبين الكرديين، وقاسم سليماني وإيران يعتبران السليمانية منطقة نفوذ لهم باعتبار أن لديهم تأثير كبير على هذه المدينة وعلى الاتحاد الوطني الكردستاني، وبالتالي فإن زيارة سليماني مشكوك بها، ولا تأتي في إطار التقريب في وجهات النظر، ولا يتوقع من إيران أن يكون لها دور إيجابي في حللة المشاكل بين بغداد وإقليم كردستان، ربما لهذه الزيارة بعد آخر هو للتأكيد على علاقة إيران بالاتحاد الوطني الكردستاني وببعض التيارات الشيعية في بغداد، وكذلك قد يكون سبب الزيارة هو الخوف من استقلال كردستان، باعتبار أن إيران من الدول التي تمانع هذا الشيء، وربما أيضا تتعلق الزيارة بالعراق وكيفية استمرار الهيمنة الإيرانية عليه، ذلك أنه لوكان هناك دور إيجابي إيراني في حل المشاكل بين بغداد وإربيل لكان جرى ذلك في إطار سياسي ودبلوماسي أكبر من مستوى قاسم سليماني.
إن الحزب الديمقراطي الكردستاني قرر الذهاب نحو الاستفتاء، فالأمر بالنسبة له بات مفروغا منه، حيث أن كلا الحزبين الكرديين قد اتفقوا بشكل عام على موضوع الاستفتاء، لكن وجدنا أصوات داخل الاتحاد الوطني لا ترضى بخطوات الاستقلال، فهي تعتبره نوع من الخضوع والتبعية للحزب الديمقراطي الكردستاني، ولربما كانت لدى هذه الأصوات علاقات وطيدة مع إيران أو على الأقل كانت لديهم بعض السياسات المشتركة بينهم.
يقول حسين العادلي:
بغض النظر عن شخصية الزائر إلى إقليم كردستان، ملف العلاقات بين الإقليم وحكومة المركز فيه سقوف عالية وغير خاضعة لأسس، فلا يمكن الدولة أن تستمر في ظل علاقة غير مستندة على أسس. هناك حاجة على أن يفصح الإخوة الكرد بشكل واضح ودقيق عن رؤيتهم لمستقبل الدولة، فهناك أكثر من رؤيا تتجاذبها القوى السياسية الكردية، وإذا ما بقي الواقع على ماهو عليه، فإنه سيؤدي إلى المزيد من الانتكاسات في العلاقات بين أربيل وبغداد، فهناك صراع كردي- كردي على إدارة الإقليم وعلى طبيعة العلاقة مع بغداد، كما أن هناك وجهات نظر مختلفة أيضا في بغداد تجاه الإقليم. الموضوع جداً معقد وخطير وتوجد قوى كثيرة تعمل على إذكاء هذا التوتر لتفجير الملفات.
إعداد وتقديم: ضياء إبراهيم حسون