وصل رئيس مجلس الوزراء العراقي حيدر العبادي، يوم أمس الإثنين، إلى السعودية وكان على رأس مستقبليه ولي العهد الأمير محمد بن نايف. وقد أكد العاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز، خلال لقائه حيدر العبادي، استعداد بلاده لزيادة التنسيق مع العراق في مواجهة الإرهاب.
من الرياض إلى طهران: وصل رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، الثلاثاء 20 يونيو/ حزيران، إلى طهران قادما من الرياض، في زيارة لم يخطط لها مسبقا.
وقال مساعد وزير الخارجية الإيراني حسين جابري أنصاري، في حوار مع صحيفة "الوفاق" الإيرانية: "إن هذه الزيارة غير مخطط لها مسبقا، وتأتي حسب متطلبات المرحلة الحالية، وتدخل ضمن جولة العبادي في عدد من دول المنطقة، ومن الطبيعي أن يكون هناك تنسيق بين البلدين حول آخر تطورات المنطقة والعراق".
ومن المفترض أن يتوجه العبادي، على رأس وفد وزاري، بعد هاتين الزيارتين إلى الكويت في إطار جولته الإقليمية التي تشمل السعودية، وإيران، والكويت، بناء على دعوات رسمية.
وفي هذا السياق يقول الدكتور مزهر الساعدي:
ليس من المستغرب القول أن العراق اليوم هو البلد الأضعف في المنظومة الإقليمية والدولية، باعتبار أنه يمر بمرحلة انقسامات سياسية عديدة وولاءات عديدة، وما يميز المرحلة الحالية في العراق أن الجميع لديهم ولاءات خارجية ربما تملى عليهم وتُنفذ هذه الأجندات في العراق.
رئاسة الوزراء الحالية ارتأت أن تنأى بالعراق عن هذه الولاءات، حتى تجنب الشعب ماهية الصراعات السياسية، التي تنعكس علي العراق، فكل الصراعات السياسية الخارجية انعكست على الأرض العراقية بلغة السلاح، ومن المنطق أن يقوم رئيس الوزراء العراقي بدرو يجنب فيه العراق الصراعات التي تحتدم في المنطقة، فهناك تفكك في المنظومة الخليجية، وصلت إلى مرحلة كسر العظم، وان تم رأب الصدع بين هذه الدول، فإنه لا يعود إلى سابق عهده، لاسيما بعد هذه الفضائح التي تنشر على وسائل المختلفة ما بين قطر والحكومات الخليجية الأخرى.
هناك صراع أساسي آخر يتمحور بين قطبي الصراع إيران والسعودية، فالعبادي اختار هاتين الدولتين لشرح الموقف السياسي العراقي، على أساس أن العراق يريد علاقة جيدة مع السعودية بمقدار العلاقة التي يريدها مع إيران، وذلك أن الوضع العراقي لا يسمح بالتخندق مع طرف ضد طرف آخر.
أعتقد أن السياسة التي ينتهجها العبادي في هذه الفترة سوف تنعكس بالإيجاب على العراق في مرحلة ما بعد "داعش".
هناك انقسام في البيت السياسي العراقي في الأزمة الخليجية رأيناه في تصريح نائب رئيس الجمهورية العراقي عندما قال إن قطر تدعم الإرهاب، سارعت الحكومة العراقية بعد ذلك إلى القول أن هذا رأي شخصي ولا يمثل توجهات الحكومة.
إعداد وتقديم ضياء إبراهيم حسون