مضيفاً إن "الانتخابات المقبلة في العراق صعبة وقد يكون فيها مفاجآت وتدخلات خارجية"، مشيراً إلى أن "القانون الذي سيُعمَل به في الانتخابات المقبلة لم يُقرَّر بعد".
وعن هذا الموضوع يقول الدكتور عزيز جبر شيال:
أصبح من المألوف لدينا أن المسؤولين العراقيين ومن كافة المستويات عادة ما يقومون برمي أصفارهم على الآخر، وليس هناك تهمة أكثر جهوزية من أن يصار إلى القول بأن هناك تدخلات خارجية وهي التي سوف تؤثر على النتائج، أو حتى إذا خرجت النتائج فان هناك من سيقول بوجود عامل خارجي هو الذي أدى إلى فوز فلان من الناس، واليوم ليس فقط السيد المالكي متخوف، وإنما جميع الأحزاب الإسلاموية متخوفة نتيجة سوء الأداء ونتيجة للأخطاء التي ارتكبوها خلال السنين الماضية، وخير دليل على عندما استولى تنظيم داعش على حوالي أربعين في المائة من أراضي العراق، ومع ذلك فقد حدث انتصار كبير على هذا التنظيم، وهذا الإنتصار أيضا كشف الكثير من المساوئ لدى الطبقة السياسية.
الولايات المتحدة الأميركية هي اللاعب الأساسي في العملية السياسية في العراق، لكن القول بأنها هي التي تدير العملية الانتخابية فهو احتمال بعيد ويصب في خانة المتشككين في أنفسهم وغير القادرين على أن يبرروا لجماهيرهم في أنهم أهلا لتحمل المسؤولية، وأعتقد أن التدخلات الأجنبية ستكون في مرحلة الدعاية الانتخابية وكذلك توفيرالفرص الإعلامية لبعض الوجوه. وهؤلاء اللاعبين هم كل من الولايات المتحدة الأمريكية وإيران والسعودية.
إذا قلنا إن التغيير قادم بشكل دراماتيكي ربما نجافي الحقيقة، إذ أن الذي سوف يحصل هو تغيير، لكن ليس بالنسب التي نتمناها، بيد أن تغير الخارطة السياسية هو ينحى باتجاه إقامة الدولة المدنية، وهو موضوع يحظى بمقبولية كبيرة جدا سواء في الداخل أو في الخارج، خصوصا وأن التثقيف بهذا الاتجاه سائر بنحو متصاعد، ولكن توجد بنفس الوقت ثقافة تجهيل تسير مع هذا الأمر بالتوازي، وهي تقوم على إذكاء الطائفية بين أفراد المجتمع الواحد ووصل الموضوع الى حد العشائرية، وهذا الموضوع لايمت إلى الدولة المدنية بصلة.
إعداد وتقديم: ضياء إبراهيم حسون