وفي تصريح لوكالة "الأناضول"، أوضح المقدم مهدي الخفاجي، مسؤول وحدة الآليات العسكرية الثقيلة بالجيش العراقي، أن إنشاء القاعدة جاء بموجب مشاورات جرت بين قوات أمريكية وعراقية، الجمعة الماضية، في منطقة زمار غرب الموصل.
عن هذا الموضوع يقول الدكتور معتز محي عبد الحميد:
"إن موضوع الإعلان عن إنشاء قاعدة أمريكية قرب تلعفر، والذي أيضاً أعلنت عنه قيادات كردية، يعطي انطباعا في أن القوات الأمريكية مستعدة لوجستيا بالتعاون مع القوات العراقية، ولا شك في أن الضربات الأخيرة في مدينة تلعفر عبر استهداف مناطق حيوية من قبل التحالف الدولي يؤكد أن عمل هذه القاعدة سيكون لوجستيا إضافة إلى استقبال بعض الطائرات للمشاركة مع القوات العراقية في تحرير هذه المدينة المهمة جدا.
توجد إشكالية في موضوع إشراك الحشد الشعبي في تحرير تلعفر، فلا الأتراك يوافقون على ذلك ولا الأمريكان، فهناك تصريحات ورؤية سابقة أن القوات الأمريكية سوف تساعد القوات العراقية في استعادة هذه المدينة، ولا يتوافقون مع رؤية الحشد الشعبي في أن يقوموا بمسك الأرض خارج نطاق هذه المدينة وتقوم بمحاصرة القضاء كما كانت تحاصرها من قبل وتقوم القوات العراقية بالدخول إلى المناطق وتحرير الأحياء المهمة الموجودة داخل القضاء.
لم تكن هذه الضربة الأولى التي قامت بها القوات الأمريكية ضد الحشد الشعبي، فقد سبقتها في آذار الماضي عندما قامت طائرات أمريكية بقصف مواقع الحشد الشعبي في مناطق استراتيجية مقابلة لمنطقة التنف السورية، وهذه المنطقة سوف تشهد معارك أكيدة، لاسيما توجد قاعدة أمريكية لا تبعد عن الحدود العراقية، وهي قاعدة أنشأتها القوات الأمريكية لتدريب قوات نخبة من الكورد في المناطق الكردية السورية لتحرير الرقة والمناطق الأخرى، وهذه الضربة تعطي إشارة إلى أن الحشد الشعبي ليس في مكانه، و هناك معركة قادمة للقوات العراقية لتنظيف الحدود بالتعاون مع التحالف الدولي، وسوف يترك للحشد الشعبي ملف حماية المدن القريبة من الحدود السورية العراقية.
هذا ويثير تزايد أعداد القواعد العسكرية الأمريكية في العراق، خلال السنوات الثلاثة الماضية، تساؤلات حول الغايات والأبعاد السياسية والعسكرية التي ترسمها واشنطن في هذا البلد بعدما انسحبت منه أواخر عام 2011.
وشهدت عودة أمريكا العسكرية إلى العراق تناميا ملحوظا عقب اجتياح تنظيم الدولة، لمدن واسعة من البلاد في منتصف عام 2014، فقد وقعت اتفاقية عسكرية مع حكومة كردستان العراق على بناء خمسة قواعد لها بمناطق تحت سيطرة الإقليم.
إعداد وتقديم: ضياء إبراهيم حسون