وأظهر الشريط مسلحي "داعش" وهم يقيمون حواجز على الطرقات، ويتولون فحص هويات المسافرين في منطقة بوقرين والطريق المؤدية إلى الجفرة.
وكان مسؤولون أمنيون ليبيون أعلنوا، مطلع العام الجاري، أن مسلحي تنظيم "داعش" انتقلوا إلى وديان صحراوية وتلال تقع جنوب شرقي طرابلس بعد هزيمتهم في معقلهم الرئيسي السابق في مدينة سرت.
عن هذا الموضوع يقول الدكتور عبد العزيز أغنية:
إن تنظيم "داعش" لم ينته بالمطلق ولا التنظيمات الإرهابية الأخرى، والتي تولد خلايا "داعش" باستمرار في ليبيا، فهي مازالت موجودة وانتشارها له علاقة بالإخفاق السياسي الليبي أو الخلل في معالجة الملف الليبي سواء من الدول الإقليمية أو الدول الغربية، ولا توجد جدية حقيقية في محاصرة هذا التنظيم. كما أن تنظيم "داعش" تساعده الصحراء الليبية الشاسعة، وربما يحظى ببعض الدعم السري من بعض التكتلات التي تغض الطرف عنه.
هناك أخبار تقول إن التنظيم يحاول أن يتمركز من جديد في منطقة السدادة، وهو المثلث الذي يقع ما بين مدن الصحراء الكبرى وهي الجفرة وسبعة ومدن الجنوب الليبي وبين مدن الشمال الليبي وهي سرت ومصراتة وبني وليد.
لا أعتقد أن تنظيم "داعش" سيتوجه إلى ليبيا ككتلة بشرية مثل ما كان في الماضي، ذلك أن الخناق أصبح يضيق عليه في كل دول العالم، ولكن ما زال يجد مجالا أكبر وأوسع لأن يتحرك في ليبيا، وهناك تنظيمات أخرى محسوبة على الإرهابيين، ولكنها تنكر ولاءها لـ"داعش"، وهي معروفة بهذا الولاء، مثل ما يسمى بـ ثوار بنغازي.
وأشار أغنية إلى أن دخول روسيا ومصر على هذا الملف ومحاولة إيجاد استقرار في ليبيا، بالتأكيد سوف يحفز الدول الغربية، فمع وجود منافس قوي أثبت عمله من خلال تدخله في الأزمة السورية حيث أوقف التطرف وعرى من كان يعلن أنه يحارب "داعش" لكنه في حقيقة الأمر يمد هذا التنظيم بالسلاح، أصبحت هذه الصورة واضحة مع وجود قوة دولية أخرى تستطيع أن تخرج الحقيقة للعالم، بالتالي فإن تدخل روسيا في الملف الليبي سوف يحسم أمر التطرف في ليبيا وسوف يحسم أمر الحقيقة ببيان أين هي الدول التي تريد المساعدة وأين الدول التي لا تريد ذلك.
إعداد وتقديم: ضياء إبراهيم حسون