وقال متحدث باسم الحكومة البريطانية: "بحثت رئيسة الوزراء مع وزير الخارجية الجبير عدداً من القضايا التي تهم البلدين وقضايا المنطقة، بما فيها استمرار عزلة قطر في منطقة الخليج، حيث جددت رئيسة الوزراء دعوتها لكافة الأطراف لاتخاذ خطوات لتهدئة الوضع واستعادة مجلس التعاون الخليجي لوحدته في أقرب فرصة ممكنة."
وعن المواقف الأوروبية الجديدة في الأزمة الخليجية مع دولة قطر يقول عبد المسيح الشامي:
بشكل عام فإن الموقف الغربي بمجمله يقوم باتباع سياسة معروفة ليست فقط في الأزمة الخليجية، وهي سياسة تقوم على الابتزاز والكيل بمكيالين واللعب على التناقضات وعلى الخلافات بين الدول. أعتقد أنه في ظل التحولات الدولية وتراجع دور الدولتين بريطانيا والولايات المتحدة في الكثير من الملفات العالمية، وكذلك تراجع إيراداتها من سياسة الهيمنة على الدول، بدأت هذه الدول بالبحث عن طريقة جديدة للإبتزاز، وهذا أعتقد سمة العلاقة التي تجمع بريطانيا وأمريكا بدول الخليج، وهي العلاقة التي سماها ترامب بشكل واضح بسياسة البقرة الحلوب، وهي لاتبتعد كثيرا عن فلسفة السياسة البريطانية، فهما "أي أمريكا وبريطانيا" تارة مع السعودية وتارة مع قطر، حيث كان كلام بريطانيا في بداية الأزمة لا يجافي قطر كثيرا، ولكن في نفس الوقت يعطي بعض المديح للموقف السعودي، لذلك القضية كلها عبارة عن ابتزاز وسرقة الأموال.
الموقف الألماني من الأزمة الخليجية كان متذبذبا، ففي بداية الأزمة كان وزير الخارجية الألماني يدعم قطر في مواجهة السعودية، ولكن اليوم بدأنا نشهد تحول في هذا الموقف، وذلك بسبب الموقف التركي من الأزمة. فالخلافات الكبيرة بين تركيا وألمانيا امتدت إلى الموقف الألماني من القضية، فبعد قيام تركيا بإرسال قواتها إلى قطر لدعم الموقف القطري، قام الألمان بتغيير موقفهم من قطر و بدأوا يتخذون موقف معادي منها ويميل إلى حد ما مع السعودية نكاية بتركيا، وربما للتصعيد في الموقف باتجاه تركيا وأردوغان بسبب الخلافات الكبيرة بين تركيا والاتحاد الأوروبي بشكل عام ومع ألمانيا بشكل خاص.
لا أعتقد اليوم يوجد أحد لا في أوروبا ولا في الولايات المتحدة ولا في أي مكان في العالم مهتم أو له مصلحة في حلحلة المشكلة الخليجية مع قطر، كون العقلية الغربية هي عقلية امبريالية تعتاش على التناقضات وعلى الصراعات، وهي تستثمر في هذه الصراعات، بل ربما توجد لدى هذه الدول رغبة في تصعيد المشكلة، كما أن الأزمة الخليجية ليست نابعة من نفس دول الخليج، وإنما نابعة من الدول الغربية، وقد تكون فرضت هذه الأزمة من قبل الولايات المتحدة أثناء زيارة ترامب لدول الخليج.
وعن الموقف التركي من الأزمة الخليجية القطرية يقول الدكتور سمير صالحة:
منذ بداية الأزمة كان موقف أنقرة واضحاً، والذي تمثل فيما إذا لم يكن هناك رغبة في قبول وساطة تركية تدخل على الخط باتجاه التسوية، فإن أنقرة لن تطرح نفسها كوسيط في حل الأزمة، كما أن تركيا أعلنت عن دعمها للمبادرة الكويتية، وجولة الرئيس التركي في ثلاث دول خليجية كانت تصب بهذا الاتجاه.
أعتقد أن العقدة الأساسية أبعد من أن تكون الأزمة عبارة عن اختلاف خليجي-خليجي، بل هي محاولات أمريكية واضحة باتجاه إطالة عمر الأزمة وإضافة المزيد من التعقيدات عليها، فهي تخدم السياسة الأمريكية في الخليج، لذلك نرى أن الولايات المتحدة التي من المفترض أنها ستتحرك باتجاه التسوية بين حلفائها في الخليج كما أعلنت، ذهبت باتجاه معاكس، فهي في العلن كانت تقول شئ وتحت الطاولة تتصرف بشكل آخر، لذا يجب تجاوز الموقف الأمريكي في تعامله مع الأزمة الخليجية.
تركيا شعرت أن المستهدف في الأزمة الخليجية هي قطر في العلن، لكن بعد قطر ستكون تركيا هي المستهدفة بصورة مباشرة، وشعرت أن ما يجري في الخليج جزء من سياسة رد أمريكي على تقارب هذه الدول مع إيران ومع روسيا، لذلك سارعت تركيا إلى تحديد موقفها بهذا الشكل.
إعداد وتقديم: ضياء إبراهيم حسون