أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن الجيش السوري، بدعم من القوات الجوية الروسية، تمكن من هزيمة إرهابيي تنظيم"الدولة الإسلامية" في منطقة دير الزور.
فقد تمكن الجيش السوري بالتعاون مع القوات الرديفة، اليوم السبت، كسر الحصار عن مطار مدينة دير الزور العسكري، المفروض عليه منذ يناير/كانون الثاني من قبل تنظيم "داعش".
من جانب اَخر، أكد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أن عمليات التحرير القادمةَ ستشمل الحويجة في كركوك، وعانه وراوة في الأنبار، مشددا على أن لا خيار أمام عناصر داعش سوى الموت أو الاستسلام.
وهذا يعني ان القوات العراقية هي الاخرى متجهة صوب الحدود مع سوريا,
عن هذا الموضوع يقول الدكتور معتز محي عبد الحميد:
المعارك في دير الزور سوف تطول لفترة معينة، كون تنظيم "داعش" قد تحصن في هذه المدينة منذ قرابة الأربع أو الخمس سنوات، وقاموا بوضع خطة دفاعية تقوم على أساس استنزاف القوات السورية التي تطوق المدينة. أعتقد أن العملية سوف تكون مشابهة لعملية تحرير الموصل، كون تضاريس وأنفاق دير الزور تشابه مدينة الموصل، وهذا أحد العوائق التي تحيط بعملية التحرير، إلا في حالة قيام القوات الروسية باستخدام المدفعية الثقيلة والطائرات لتحطيم أوكار القيادات "الداعشية" قبل مواجهتهم بصورة مباشرة.
هناك اتفاقيات سورية عقدت مع الجانب العراقي، خصوصا في مسك الحدود، بعد تنفيذ مهمات قتالية مشتركة لطيران القوة الجوية وبقية القوات العراقية المهيئة لمسك الحدود، ولكن لحد الآن لم ينجز مثل هذا التعاون بصورة سريعة، كونه يحتاج إلى توقيتات وإلى تعاون مع التحالف الدولي ومع روسيا.
هناك تأثير أمريكي على التنسيق بين العراق وسوريا، كما أن عدم وجود قواعد عسكرية على الجانبين العراقي والسوري وعدم القيام بتمارين عسكرية مشتركة أيضا يؤثر على التنسيق العسكري، رغم وجود قوات من الحشد الشعبي العراقي تحارب داخل سوريا، إلا أن الولايات المتحدة لا تسمح بدخول قوات عراقية لمساعدة القوات السورية، ودليل ذلك الضربات التي وجهها الجيش الأمريكي لقوات الحشد الشعبي على الحدود العراقية السورية في الأشهر الماضية.
احتمال كبير جدا أن تهرب بعض القيادات "الداعشية" من دير الزور إلى داخل الحدود العراقية، حيث هناك بعض المدن العراقية ما زال يحتلها تنظيم داعش كـ عانة وراوة والقائم، لذا نحن أمام إشكالية هروب "الدواعش" من دير الزور إلى هذه المناطق، وهي مناطق تعتبر آمنة لتلك القيادات، ووضعت لنفسها منافذ للهروب والإيواء في المناطق الصحراوية، والسيطرة على تلك المناطق صعب جداً، كونها تمتد على مسافة بحدود ستمائة كيلومتر، وحتى لو وفرت أربعة فيالق فإنها لا تستطيع حراسة هذه المناطق الواسعة.
نأمل أن المباحثات التي جرت بين الجانبين السوري والعراقي أن تثمر عن تعاون عسكري على الأرض، وهذا هو طموح كل القيادات العسكرية.
إعداد وتقديم: ضياء إبراهيم حسون
