إعداد وتقديم ضياء إبراهيم حسون
وصل رئيس أركان الجيش العراقي عثمان الغانمي، اليوم، إلى تركيا لمناقشة العديد من القضايا التي تهم البلدين، بدعوة رسمية من نظيره التركي خلوصي أكار.
ومن المقرر أن يناقش الجانبان جملة من الملفات المشتركة، أهمها مواصلة الحرب ضد تنظيم "داعش"، وتنسيق الرد على استفتاء إقليم كردستان العراق، والقضايا الأمنية التي تهم الجانبين في المنطقة.
من جانبه، قال المتحدث باسم الحكومة التركية ونائب رئيس الوزراء التركي، بكر بوزداغ، في خطاب له: "للمرة الأخيرة ندعو كردستان العراق إلى التصرف بعقلانية والتخلي عن فكرة إجراء الاستفتاء، ونعارض أيضا تأجيل موعده، يجب إلغاء الاستفتاء تماما وإلى الأبد".
كما أعلن مجلس الأمن القومي التركي في بيان له: "تحتفظ أنقرة بجميع حقوقها المنبثقة عن الاتفاقات الثنائية والدولية في حال إجراء الاستفتاء".
يبدو أن أنقرة مُصرة على التحرك بثلاثة اتجاهات، الأول يتمثل باتخاذ تدابير دبلوماسية، والثاني اقتصادية، والثالث تدابير أمنية وعسكرية. وهذه التدابير أقرت كما يبدو، حيث تمت مناقشتها في مجلس الأمن القومي التركي وأقرت من قبل الحكومة التركية، واليوم سيتخذ هناك في البرلمان التركي قرارا بالموافقة على السماح للقوات التركية بالقتال خارج الأراضي التركية، وهذا يؤكد مرة أخرى أن تركيا ماضية حتى النهاية في مسألة التصدي وقطع الطريق على هذا الاستفتاء.
الموقف التركي منذ البداية كان واضحا، لكن المشكلة الأساسية كانت تكمن في أن الأجواء الإسلامية لم تكن واضحة ومحددة كما هي اليوم في رفض الاستفتاء وفي الدعوات إلى التنسيق في مسألة قطع الطريق عليه، لأنه يؤثر على الأمن والاستقرار ليس فقط في العراق بل في العديد من دول الجوار. والآن التنسيق سريع بين بغداد وأنقرة وطهران، برأيي، هو الذي سيتعامل بشكل مشترك في قطع الطريق على خيار الاستفتاء.
إن عملية الاستفتاء قد انطلقت، ومن الصعب الآن إلغائها، لكن على الأرض سيكون هناك في الساعات المقبلة تعامل سريع في اتجاه اتخاذ التدابير الضرورية، من أجل إفهام أربيل من أن هذا الخيار سيؤثر بشكل قوي على وحدة العراق وعلى أمن دول الجوار العراقي.