وأشار التحالف إلى أن هؤلاء المسلحين من داعش لا يزالون يمثلون تهديدا، مضيفا: "لكننا سنستمر في دعم قوات حلفائنا حتى هزيمتهم".
من جهته كشف رئيس لجنة الأمن والدفاع في مجلس النواب العراقي، حاكم الزاملي، عن عمليات لتهريب عناصر "داعش" إلى خارج العراق مقابل 50 ألف دولار لكل واحد منهم.
وقال الزاملي في حديث لقناة "السومرية نيوز" العراقية إن "قوات الأمن تحاول أن تسيطر على الحدود لكن هذه مهمة صعبة كون الحدود مع سوريا مفتوحة، إذ تصل إلى مساحة 600 كيلومتر"، وأضاف أن هناك "عمليات تهريب لعناصر داعش الإرهابي والأسلحة والبضائع بين فترة وأخرى".
وقد كانت التقديرات تشير إلى أن عدد "الأوروبيين الدواعش" أكثر من 5 آلاف شخص، بعضهم قتل في المعارك في سوريا والعراق، وبعضهم ما زال يقاتل، بينما عاد قرابة الكثير منهم إلى بلادهم،
هذا ويعتقد خبراء أن كثيرين ممن عادوا منهم إلى بلادهم، خصوصا إلى الدول الأوروبية، يشكلون قنبلة موقوتة قد تنفجر في أي وقت، بينما تعتقد فئة من الخبراء أن بعض هؤلاء "الدواعش العائدين" عادوا بهدف شن هجمات إرهابية على وجه التحديد.
عن هذا الموضوع يقول الدكتور حسام شعيب:
"بتقديري أن إعلان التحالف عن إعداد داعش المتبقية في العراق وسوريا له أبعاد سياسية إضافة إلى العسكرية، فلا شك أن الحديث عن تقليص عناصر داعش في العراق وسوريا هو دليل على أنه ونتيجة للعمليات العسكرية للجيشين العراقي والسوري والحلفاء، تقلص عدد الدواعش، فهناك من لاذ بالفرار، ومنهم من سهلت له المخابرات الأمريكية حركة التنقل خارج الحدود الجغرافية للمنطقة إلى مناطق جديدة، لعلها سواحل ليبيا أو اليمن، فهناك معلومات تؤكد على أن عناصر داعش باتوا موجودين اليوم وبتعاون أمريكي في اليمن، من أجل التغلب على الحركة الوطنية هناك، كما أن هذا الإعلان يأتي بغاية سياسية مهمة، وهي محاولة تعتيم الرأي وتقليل شأن الانتصار في المعركة لروسيا ولسوريا، بمعنى أنكم لم تسجلوا انتصارا على مجموعات كبيرة وضخمة، فبعد أن كان يسوق على أن أعداد التنظيم تزيد على السبعين ألف، نرى اليوم أنهم يقولون بأقل من ثلاثة آلاف.
عندما نتحدث عن وجهة داعش الجديدة إلى اليمن لايعني ذلك أننا تنفي وجود داعش أو القاعدة في ليبيا وتحديدا في سرت والسواحل الليبية، وهذا لا ينفي وجود دواعش كثر في سوريا والعراق وفي مناطق أخرى كخلايا نائمة في العالم، والاستخبارات الأمريكية تقوم بنقل هؤلاء حسب مصالحها السياسية والاقتصادية والعسكرية، واستخدامهم لضرب دول إسلامية تحت ذرائع مختلفة.
من جانبه يقول الدكتور هشام الهاشمي عن هذا الموضوع:
"من حيث التنظيم العسكري لداعش الموجود في مناطق البادية العراقية والسورية فإن الرقم المعلن من قبل التحالف الدولي معقول، لان معظم فلول هذا التنظيم الإرهابي التي خسرت معاركها في سوريا والعراق انزاحت إلى مثل هذه المناطق، التي تمتاز بجغرافيتها الصعبة، وربما تكون آخر معاركهم العسكرية في هذه المنطقة، لكن تبقى تنظيمات الظل منتشرة في المدن بأعداد أكبر من الرقم المعلن في العراق وسوريا.
ما تبقى من فلول داعش التي خسرت معاركها في الجغرافيا السورية والعراقية لاتريد أن ترمي سلاحها أو تهرب إلى المدن المستقرة، وإنما تريد أن تقاتل حتى تقتل.
هناك هجرة قام بها الدواعش بثلاثة اتجاهات، فهناك هجرة إلى شمال أفغانستان قامت الجماعات الإرهابية من دول الاتحاد السوفيتي السابق وأخرى عادت إلى أوروبا بطرق مختلفة عبر تركيا وغيرها من البلدان، وثالثة ذهبت إلى مناطق في السودان ودول أفريقية، ومجموع أعداد تلك المجموعات في اتجاهاتها الثلاث لا تتجاوز الألفين عنصر. كما أن هؤلاء العائدون ينقسمون إلى أنواع، فمنهم التائبون الذين تستطيع الأجهزة الأمنية الاستفادة منهم،وقسم آخر عاد لكي ينتقم من حكام ودول تلك المنطقة، أو يشكل تنظيما موازيا أو مساندا لتنظيم داعش.
إعداد وتقديم: ضياء إبراهيم حسون