وأضاف حسن، في تصريحات خاصة لـ"سبوتنيك"، اليوم الثلاثاء، أن الخطر الذي يتربص بأوروبا، واحتمالات وقوع عمليات إرهابية في الفترة المقبلة على أراضيها، ليس من جانب مقاتلي "داعش" الأجانب المتواجدين في العراق حالياً، ولكن الخطر يكمن في وجود من يتبنون فكر تنظيم "داعش" الإرهابي داخل أوروبا حاليا، والذين من الممكن أن يقوموا بأي عمليات إرهابية.
وتابع "المجموعات التي تتبنى فكر تنظيم "داعش" الإرهابي، بعد انهيار حلم الخلافة، أو ما يزعمون أنه الخلافة، سيصابون بنوع من اليأس والإحباط، سيتحول إلى انفجار عنيف داخل أوروبا، وهذه هي الأزمة، أما فيما يتعلق بالمقاتلين في صفوف "داعش" أو حتى النصرة" من الأوروبيين، فهم معروفون بالاسم، وجميعهم موضوعون على قوائم ترقب الوصول في كل دول أوروبا".
وأكد صلاح الدين حسن، أن القضاء على "داعش" لن يحدث خلال أسابيع كما يتصور البعض، ولكنه يحتاج إلى عام كامل، أو على أقل تقدير عدة شهور، وحتى بعد هذه المدة لن يتم القضاء على التنظيم بالكامل، لأنه سيغير بنيته الحالية، ويتخذ شكل الخلايا العنقودية، وينتشر في جميع المناطق العراقية بما فيها مناطق الأكراد، ويبدأ رحلة العمل السري، التي بدأ بها منذ البداية.
وأوضح الباحث في شؤون الجماعات الإرهابية، أن سبب صعوبة القضاء على التنظيم بشكل كامل، يرجع إلى أن تواجده ليس في الموصل فحسب، لأنه يتمدد على رقعة كبيرة جداً من أراضي العراق وسوريا، وعلى الرغم من أن ما يواجهه حالياً في الموصل ضربة قاصمة له، ولكنه ما زال متواجداً في الأراضي السورية وصحراء الأنبار وعدد آخر من مناطق تمركزه.
ولفت إلى أن التنظيم لن يجازف بإرسال مقاتليه إلى أوروبا، لأن هؤلاء سوف يتعرضون إلى الملاحقة والسجن، والتحقيق والمراقبة، ولكنه توقع ألا يحشد التنظيم قدراته في منطقة الموصل، وبالتالي فإنه سيدفع بنحو 5 آلاف مقاتل — إذا كان صحيحاً أن تعداده يصل إلى 30 ألفاً- لأنه يدرك أنه سيخسر معركة الموصل آجلاً أو عاجلاً.
وكان المفوض الأوروبي للأمن، جوليان كينغ، حذر من تدفق متطرفين من تنظيم "داعش" إلى أوروبا، في حال سقوط الموصل، آخر أكبر معاقلهم في العراق، أمام هجوم القوات العراقية، في مقابلة نشرتها صحيفة "دي فيلت" الألمانية، اليوم الثلاثاء.
وقال "استعادة الموصل، معقل تنظيم داعش في شمال العراق، يمكن أن تؤدي إلى عودة مقاتلين من التنظيم إلى أوروبا، مصممين على القتال.. حتى عدد ضئيل يشكل خطراً جدياً علينا أن نستعد له من خلال زيادة قدرتنا على الصمود في وجه الخطر الإرهابي".
