وتهافت العشرات من أبناء المكون المسيحي، من كل أماكن النزوح من نينوى، إلى كنائسهم القريبة من الموصل، لإعادة الحياة إليها وقرع أجراسها شوقاً لها وتغلبا على إرهاب تنظيم "داعش" رغم تعمده في محو كل أثار المسيحيين في شمال العراق.
وتنشر "سبوتنيك" تسجيلا وصورا لأول قداس رصدته مراسلتنا، في كنيسة مار أدي الرسولية الكائنة في بلدة كرملش التابعة لقضاء الحمدانية، جنوب شرق مدينة الموصل، بعد عامين ونصف العام من وقوعها تحت سيطرة تنظيم "داعش" واقتلاعه منها على يد وحدات سهل نينوى والقوات العراقية حديثاً.
وأقام المسيحيون القداس في الكنيسة ظهر أمس الأحد، فوق الركام، والدمار، أتلوا الصلوات لأجل السلام وعودة سكان البلدة الذين هُجروا قسرا على يد تنظيم "داعش" الذي خيرهم عند وقوع نينوى ومركزها بيده في منتصف عام 2014، ما بين اعتناق الإسلام، أو دفع الجزية له، أو نحر رقاب كل من يأبى المغادرة بلا ممتلكات يحملها معه، لتبقى غنائم تحت تصرف التنظيم.
ويُظهر التسجيل، بكاء امرأة بحرقة ممزوجة بفرح العودة والتحرر من أغلال "داعش"، والألم والحزن مما أصاب بلدتها كرملش أو كرمليس ذات الغالبية المسيحية في سهل نينوى.
وحملت المرأة معها صورة لمريم العذراء، عوضا عن تمثالها المذبوح على يد "داعش" في باحة الكنيسة التي بدت شاحبة مصابة بدخان حرائق نُشبت بها ضمن تعمد الدواعش في تدمير كل شيء للمكون المسيحي.
وعلمت مراسلة "سبوتنيك" في العراق، من أحد مقاتلي وحدات حماية سهل نينوى، أن مقاتلي الوحدات شاركوا في قداس الأحد بكنيسة مار أدي الرسولية، وقرعوا جرسها الذي بقي عالياً لم يسقط رغم التدمير الذي حل بقاعدته والأعمدة المحيطة به.