وحاولت فتيات بغداد، قرب قصة الحب الأسطورية من ألف ليلة وليلة للعاشقين شهريار وشهرزاد، خوض النزال بدراجات هوائية ملونة دارت فوق أغلال المجتمع المتحفظ على ممارسة المرأة لحياتها.
ورصدت مراسلة "سبوتنيك"، فعالية شاركت بها فتيات بغداد، مع داعمين لهن من الشباب الذين قادوا دراجاتهم الهوائية من باحة حدائق أبو نؤاس في وسط العاصمة، بحماية من القوات العراقية، في جو غائم بارد.
وتناقلت نشاطات مع الناشطين في مواقع التواصل الاجتماعي، صورا ً للفعالية بشعار "أنا المجتمع" دعت إليها الفنانة البغدادية "مارينا جابر" والتي كانت قد تعرضت لانتقادات لاذعة من قيادتها للدراجة الهوائية في أحياء شعبية ومزدحمة من العاصمة في وقت سابق الشهر الماضي.
ودعت مارينا وهي رسامة وفنانة بالفن التركيبي، في مناسبة "أنا المجتمع" أنشأتها على موقع التواصل الاجتماعي، الفتيات والشباب بشكل عام لمشاركتها في قيادة الدراجة الهوائية تغلبا ً على التقاليد والحرمان الممارس على المرأة من قبل المجتمع الذي يعتبر قيادتهنَّ للدراجات من "العيب" والتمرد.
وشارك العشرات "فتيات وشباب" في الفعالية وهي جزء من مشروع فني أسمته "حصين الحديد"، لإظهار قوى المرأة وتغلبها على التحديات في العراق الذي يمر في ظروف صعبة متباينة ما بين الصراع الفكري والسياسي والأمني وحربه على الإرهاب المتمثل بتنظيم "داعش".
وكان للمرأة العراقية حريتها في عقود سابقة قبل أن ينتهي المطاف بالكثيرات مع تفاقم ويلات البلاد من حروب خاضها النظام السابق مع إيران لثماني سنوات استمرت طيلة ثمانينيات القرن الماضي وبانتهائها بدأت حرب أخرى مع الكويت أسفر عنها حصار دام التسعينيات حتى الاجتياح الأمريكي للأراضي العراقية في 2003 ومنها ظهرت الجماعات الإسلامية المتشددة والمتطرفة المانعة لكل ملامح التحرر والحريات الشخصية للمرأة والرجال أيضا ً.